أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (عدي الصطوف)

سبع سنوات من الحرب في سوريا خلفت أعدادًا كبيرة من المصابين والمعاقين، بات معظمهم في حاجة ماسة للعلاج، لكن ومع صعوبة العبور الى دول الجوار لتلقي العلاج وقلة المراكز التي تُعنى بهذا الأمر، أ ُجبر كثير منهم التماشي مع واقعهم، والتغلب على الاعاقة بشتى الوسائل، الأمر الذي دفع الشاب أسعد مصطفى إلى تأسيس مركز للعلاج الفيزيائي في ريف إدلب.

أن تتحول إلى إنسان معاق وتبدع في إدارة حياتك وتنظيمها وتصر على البقاء ليس بالأمر السهل.

الإعاقة ليست إعاقةَ الجسد بل إعاقةُ العقلِ و الروح، عباراتٌ يرددها أسعدُ و يتخذها شعاراً للتغلب على الإصابة، التي نتجت عن غارة جوية في قريته بريف حماه، و أدت إلى فقدانه الإحساسَ بنصفه السفلي.

أسعد مصطفى مؤسس مركز علاج فيزيائي: في الحالة الطبيعية لا أحتاج أحدا كي يساعدني في هذه الامور اليومية، أضغط على نفسي مرة واثنتان وثلاث حتى يتكون لدي اصرار انه يجب على القيام بهذه الامور في منزلي، ويجب علي ان اقوم بها بنفسي، مثلا طلاء جدران المنزل سبق وان شاهدت بنفسك المقطع الذي صورته وأنا اقوم بطلاء منزلي، كذلك الأمر بالنسبة الى الابواب أنا من قام بطلائها كذلك التمديدات الكهربائية أنا من قام بوصلها، عدة امور في المنزل أقوم بعملها بمفردي ولا أحتاج لأي أحد.

في خيمة على الشريط الحدودي مع تركيا يعيش وزوجتُه حياةً بسيطة، ويذهب بسيارته إلى التي قام بتعديلها لتتماشى مع وضعه الآني، يقودها كلَ صباح إلى المركز الذي أنشأه بجهود شخصية لعلاج المعاقين و المصابين بالحرب، و يشرف على بعض التمارين العصبية للمرضى.

أسعد مصطفى: كانت اصابتي في العامود الفقري، كسرت لدي فقرة كما وضغطت على النخاع الشوكي ادت الى شلل سفلي، قمت باجراء عملية تثبيت فقرات، كان الوضع سيئ جدا عانيت كثيرا في البداية، زرت الكثير من المراكز وكان الامل في الشفاء جدا ضعيف.

إصرارُ أسعد على متابعة حياته و كأن شيئا لم يكن، دفع كثيرين ممن تعرضوا لإعاقة دائمة لإرتياد هذا المركز و العلاج فيه، بعدما كانوا قد فقدوا الأملَ جراءَ الإعاقة.

من ألم الاعاقة يولد التحدي، والأصرار على تحقيق الانجازات التي تعم بالفائدة، على المجتمع بشكل عام وعلى الفرد بشكل خاص.

 

اقرأ أيضا
لافروف: تيلرسون يؤكد أن هدف واشنطن في سوريا محاربة داعش

الأردن: تقديم المساعدات لمخيم الركبان يجب أن يتم عبر سوريا