أخبار الآن | هافانا – كوبا (جنان موسى)

في التاسع من اكتوبر من عام 1967 ، قُتِلَ الثائر اليساري تشي غيفارا في بوليفيا وهذا يعني أن غدا هي الذكرى الخمسون لقتله. أصبح تشي مشهورا بشكلٍ كبير بسببِ دورهِ القيادي في الثورةِ الكوبية عام 1959.

بعدَ مرورِ خمسين عاما على قتله نعرضُ هذا التقرير لموفدتنا جنان موسى التي توجهت قبلَ سفرها إلى أقليمِ كردستان لمتابعةِ وقائعِ الإستفتاء وتداعياته، توجهت إلى  كوبا لتتعرفَ على حالِ البلد، وإذا ما كان تشي غيفارا لا يزالُ شخصية شعبية أم لا.

‏نحن في هافانا، المدينةُ التى تلهم جميعَ زوارها. صورُ ارنستو تشي غيفارا تعلو الشوارعَ وتطبعُ على الجدران والسيارات وحتى على السيجار الفاخر. حتى بعد خمسين عاما من مقتله، بقي هذا الثائرُ اليساري الذي ولد في الارجنتين وقاتل في كوبا وقُتل في بوليفيا بطلا في عيونِ الكثير من الكوبيين.

إقرأ: مسؤول كردي: علم العراق سينزع بالحوار وبصورة سلمية من الإقليم

‏إلى ضريح تشي في مدينة سانتا كلارا نتجه من العاصمةِ الكوبية هافانا على الطريقِ السريع الذي تغيب عنه السياراتُ بسبب الضرائب الحكومية التي تسببت بعجزِ كبير في وسائل النقل.

‏أكثر ما يلفت الانظار هنا هو تمثالُ تشي الضخمُ الذي تلتف حولَه ضمادةٌ للتذكير بإصابتِه بكسرٍ في معركة سانتا كلارا. يتوافد آلافُ السياح إلى هذا المكان كلَّ عامٍ لالتقاطِ الصورِ والسيلفي مع هذه الشخصية التي تحولت إلى اسطورة. خلف هذا النصبِ التذكاري يقع ضريحُ تشي غيفارا.

‏تخبرني هذه السيدة الكوبية أن تشي لا يزال رمزا للثورةِ ومصدرَ وحي للكثيريين.

‏ساوندبايت: "بالنسبة لكثير من الناس تشي غيفارا لا يزال يعنيهم. فالكثيرون يؤمنون به بشكل قوي. ربما لم يعد البعض يؤمن بما يمثله، لكنه بالنسبة للغالبية لا يزال مهما والعديد  من الاطفال يريدون التشبه به".

‏ولكنْ رومنسية الثورة التي تتجسد في شخصية تشي غيفارا بعيدةٌ كلَ البعد عن واقعِ الحياة اليوم، فكوبا بلد شيوعي فقيرٌ جدا يصل فيه الدخلُ الفردي الى خمسة وعشرين دولارا شهريا وتسيطر الدولةُ بصورةٍ شبه مطلقةٍ على الاقتصاد وهناك انعدامٌ تامٌ للملكيةِ الخاصة. عرباتُ الخيل وسياراتُ اللادا الروسية وكذلك السياراتُ الامريكيةُ القديمةُ جدا هي السائدة، إنها سياراتٌ بمثابة ايقونةٍ تعطي كوبا طابَعا خاصا وتشعرك أن الوقتَ توقف هنا منذ زمن.

‏ولتحسينِ اقتصادِها ولجذبِ الاموال فتحت كوبا أبوابَها للسياحةِ العالمية. ولعل أجملَ ما في هافانا اليوم هي المباني القديمة المهترئة التي تقوم الحكومةُ بترميمِها  وإعادتِها إلى سابقِ عهدِها ومجدِها كهذه الصيدلية القديمة التي قد تكون الاجمل بالعالم كما وسمحت الدولةُ بانشاء أولِ مسجدٍ للمسلمين في هافانا ليمارسوا فيه ‏شعائرَهم الدينية.

‏هذا الانفتاحُ الحكوميُ قابله تهافتٌ كبير من السياح من عشاق الشمس والسالسا المنبعثةِ من المقاهي إلى هذا البلد الذي يشبه متحفا مفتوحا في الهواء الطلق تستطيع التنقلَ بين مدنِه على متنِ قطارٍ قديمٍ يصر على السفر بدون كللٍ أو على ظهر حصانٍ يسابق الريح… وحتى ‏هنا من الصعب أن تفوتَك صورةُ تشي غيفارا.

إقرأ أيضاً:

كيف كانت الأجواء على متن الرحلة الأخيرة إلى أربيل؟

أم عمر: إبني قال لي "أقتلي نفسك فلن أترك داعش"