أخبار الآن | عين عيسى – الرقة – سوريا (عبد الحي الأحمد وجمال بالي)

في كواليس المعارك التي تدور رحاها في محافظة دير الزور ضد تنظيم داعش، هناك مأساة إنسانية تتمثل بنزوح عشرات الآلاف من سكان هذه المحافظة في أكبر موجة نزوح منذ بداية الثورة السورية.

 تَحُطُ هذه الأسرةُ رِحَالها قادمةً من أقصى الشرقِ السوري , هاربةً كغيرها من الموتِ الذي حل ضيفاً ثقيلاً على محافظتهم "دير الزور" .

كسيلٍ من البشر يتوافدُ آلاف المدنيينَ يومياً بإتجاه محافظات الشمالِ الآمنة نسبياً, في فصل آخر من فصول التَغريبة السورية.

هشام محمود هو أحدُ الواصلين الجدد إلى منطقةِ عين عيسى بريف الرقةِ يصفُ المشهدَ الأخيرَ قُبيل نجاتهِ من براثن داعش والنظام بأنه "يوم القيامة على الأرض".

يقول هشام محمود وهو من أهالي دير الزور " أنا بالنسبة إلي , أبوي وقت صار الضرب , أبوي أنا ضيعته وين راح ما نعرف, آدمي كبير عمره بالثمانين سنة هو وأولاد صغار , دورت عليه ذكرولي إياه بغرانيج , جبت مرتي وولدي وهو وينه ما بعرف , مو بس أنا في مثلي مثايل, وصرنا نحنا عيلة كاملة بكل مكان مطرطشين ,وين بدنا نلتقي ما عاد نعرف "

في هذا المخيم الواقع على أطراف بلدة عين عيسى شمال الرقة، وجد خمسة عشر ألف نازح مستقراً لهم , في حين اتجه أضعاف هؤلاء إلى مناطق في أرياف الحسكة وحلب وحمص, ضمن أكبر موجة نزوح تشهدها دير الزور في خضَّم المعارك المحتدمة ضد مسلحي داعش على ضفتي نهر الفرات, الشرقية والغربية.

أما عبدو حسو وهو مسؤول إغاثي في مخيم عين عيسى يقول" الأغلبية من دير الزور وفي منهم من بقية سورية كانوا ساكنيين بدير الزور ونزحوا مع أهالي دير الزور، في عائلات عبور , بيوخذوا ورقة من هون وبتكمل على منبج وحلب والشام".

يعيش النازحون هنا أوضاعاً أقل ما يمكن وصفها بالصعبة وذلك مع تدفق المزيد منهم , في ظل استمرار انحسار مناطق احتلال داعش تحت ضربات القوات المهاجمة، إذ لجأ مسلحو التنظيم مؤخراً إلى فرض التجنيد الإجباري على الشبان بُغية إطالة أمد المعركة.

حميدة فرج تتحدث عن التجنيد الإجباري للشباب من قبل تنظيم داعش " هم قالوا اخذوهم دورات , لسى ما طالعوهم ما بنعرف وين أخذوهم ,أنا من عندي أولاد ما أخذوا حدا بس من قرايبنا حتى هالليلة ما طلعوهم , كمشوهم كمش وخذوهم, اي والله وأهلهم لهاليوم يبكوا عليهم".

يترقب هؤلاء النازحون انتهاء حقبة إحتلال داعش لأراضيهم كشر مطلق جثم على صدورهم لسنوات ,كما يراودهم في ذات الوقت خوف على  مصيرهم بعد انتهاء معارك طرد التنظيم من دير الزور.

 

اقرأ أيضا:
داعش يشن هجوماً واسعاً على مواقع النظام في دير الزور

واشنطن: الحل في سوريا سياسي ولا يشمل الأسد وطهران