أخبار الآن | الموصل القديمة – العراق (حسام الأحبابي)
لم تشهد هذه المدينةُ أيَ هِزةٍ أرضية، لكن ما حدث لها ربما هو أشدُ وطأةً من غضب الطبيعة، إذ لم يصف من شاهد الموصلَ القديمة بعد حربها بغير المنكوبة، فالخرابُ هنا هائلٌ ويحيطُ بالمدينة من جميع أركانها، أما المتسببُ الرئيسُ في إيقاع هذا الدمار الذي عمَ المكان برُمته فهو داعش أولاً و أخيراً، وكان السبيلُ ما أسماها قادتُه "معركةُ إستنزاف" حيث سعوا لإستدراج القوات العراقية الى ما عُدت فيما بعد حربَ الأرض المحروقة.
يمكن أن تحددُ أولى نظرات إنسان حالَ الموصل القديمة بمستوى الصفر، لكن الأمرَ فاقَ ذلك، فالوضعُ هنا منحدرٌ الى ما يمكن أن يقالُ عنه تحت الصفر ، متفجراتُ داعش منتشرةٌ هنا بين الأزقة، ومفخخاته حتى تحت أقبيتها، وهذا ما شعرنا به عبر تنبيهاتٍ دعتنا لتوخي الحيطةِ والحذر عندما تشق أقدامُنا طريقَها صوبَ مكان ما.
أخذتنا مشاهدُ الدمار الذي تسبب به داعش هنا دون توقف لنشق طريقَنا بين أنقاض المباني، وفي تلك الأثناء صادفتنا إسطواناتُ غازٍ منزلي كان قد أعدَها مقاتلو التنظيم للتفجير حال وصول القوات العراقية الى هنا.
هولُ الخراب ومشاهدُ المتفجرات دفعتنا لمواصلة التجول بين أركان المدينة القديمة للتعرف على ما تسبب به داعش حتى بعد إن تزايدت أمامنا مخاطرُ التحرك في هذه المنطقة ، فوصلنا الى مبنى جامع النوري الكبير الذي أعلن منه زعيمُ التنظيم أبو بكر البغدادي خلافتَه المزعومة وإطـّلعنا من هناك على المكان الذي سقط فيه هذا التنظيم من حيث بدأ.
اقرأ ايضا: