أخبار الآن | ريف إدلب سوريا (أحمد أمين)

بين ازدياد أسعار المحروقات والأسمدة والمبيدات الحشرية من جهة، يقف مزارعو التفاح في ريف إدلب مكتوفي الأيدي، إذ تعتمد المنطقة على التفاح كمصدر رئيس للدخل، ولعل الحال في قرية كفرحايا يعكس واقع هذا المحصول في مناطق محافظة إدلب، سيما جَبلَي الزاوية والأربعين.

للتفاح حكايةٌ مع أهالي قرية كفر حايا بريف إدلب، فهم يتذكرون لحظةَ زراعةِ أولِ شجرةٍ بالمنطقة، بعدما كانت بساتينُهم أرضاً قاحلةً جرداء.

ولأبي حسام قصةٌ أخرى مع بستانه المكونِ من مئتي شجرة، الذي عايش مراحلَ نموِ شجره، و كان و لا زال موسمُ التفاح مصدرِ الدخل الرئيسِ لأسرته.

أبو حسام مالك بستان تفاح: التفاح في قرية كفرحايا مهدد بالإقتلاع و الإنقراض، لأن كلفته تزود إنتاجه، وهنا الناس بدأت فعلياً تفكر في قلع أشجار التفاح وإستبدالها بمحصول آخر يعطي إنتاجاً أكبر وذو تكاليف أقل.

و خلالَ سنين الحرب يعاني مزارعو التفاحِ صعوباتٍ لا تختلف عن التي يعانيها مزارعو أيِّ محصول آخر في المناطق المحررة، فإبتداءً بندرة المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية، وليس انتهاءً بإرتفاع أسعار المحروقات، كلُها مشاكلٌ تقف عائقا أمام تقديم الخدمات لهذه الشجرة.

أبو أحمد: مهندس زراعي: إن الأسمدة و المبيدات على وجه الخصوص تعدت إلى 10 أو 15 و قد تصل إلى 20 ضعف بالأسعار، فعلى سبيل المثال كان ثمن شاحنة السماد العربي من 2000 إلى 3000 ليرة سورية، أنا اليوم أسعارها ما بين 15000 إلى 25000 ليرة سورية.

و تعد شجرةُ التفاح مصدرِ رزق أساسي لأغلب الأسر في منطقة جبلَي الأربعين الزاوية، حيث كانت هذه المنطقةُ تزود باقي المدن بالتفاح، بيد أنها صارت عبئاً ثقيلاً لا يغطي نفقاتِه في معظم الأحيان.

يبدو أن مأساة المزارعين في قرى جبل الزاوية ستستمر إلى أمد طويل، فلا حلول تلوح بالأفق في بساتين البسطاء، في ظل غياب تام لدور المنظمات التي تهتم بالزراعة، مما يهدد محصول شجرة التفاح المثمرة بالإندثار، و التي تعتبر مصدراً مهماً للعيش في قرية كفرحايا في ريف إدلب. 

 

اقرأ أيضا:
"خلينا نديرها صح" حملة لدعم المجالس المحلية في سوريا

السجن ست سنوات لفرنسية زارت زوجها المتشدد مرتين في سوريا