أخبار الان | الموصل – العراق (وسام يوسف)

تمكن شاب من أهالي الموصل يدعى عبيدة عمار من تصوير مسلحين تابعين لداعش أوقفوه خلال تصويره أحد معالم المدينة ليلاً وهو فندق أوبروي الذي كان يتخذه داعش مقرا له، وبعد ان إستوقفته مفرزةٌ أمنية تابعة للتنظيم فتش مسلحو داعش الهاتف النقال الخاص بعبيدة إلا أن الهاتف صور هؤلاء المسلحين وسجل كلامهم دون أن يشعروا بأن خاصيةً في هذا الهاتف تسجل مستخدميه بمجرد لمس كاميرته.

هذه المشاهدُ هي لمسلحي داعش صورَها هاتفٌ نقال يعودُ لشابٍ موصلي يدعى عبيدة عمار خلالَ إعتقالهِ قربَ فـُندُق نينوى أوبروي في الموصل من دون أن يشعروا بأنَ كاميرا هاتفِه صورَتهم بمجردِ تصفحِهم الهاتف عبر خاصيةٍ إبتكرها عبيدة في جهازهِ الخَلوي.

عبيدة عمار كان قد تم إيقافـُه من قبل مفرزة لداعش قرب منطقةِ الغابات مع صديقه بتهمةِ تصويرِ مقارَ التنظيم في الموصل وهو أمر يُعد جريمةً بالنسبة للتنظيم.

ربما الصدفةُ وحدُها هي من أنقذتْ عبيدة حيث توقفت كاميرا هاتفِه عن التسجيل بعد دقيقتينِ فقط من خروجهِ إثرَ إنتهاءِ التحقيقِ معه في أحدِ مقراتِ داعش بالموصل وحذفِ صور فندق نينوى أوبروي من هاتفه الذي سجل ثمانية وعشرين دقيقةً من التحقيق , إذ أن خاصيةَ التسجيلِ والتصويرِ في كاميرا هاتف عبيدة تعرضُ كاملَ تسجيلِها أوتوماتيكياً بعد نصفِ ساعةٍ من التصوير.

كاميرا الهاتفِ النقال الذي بحوزة عبيدة سجلتْ أيضاً كاملَ الحديثِ الذي دارَ بين مسلحي داعش ليتفاجأ بعد ذلك بأنَ ما وثقَه هاتفـُه يُعرِضُه للخطر في حال إكتشافِه , ليحاولَ بعدها تركَ الموصل لكن التنظيمَ إعتقله مجدداً بتهمةِ التخابرِ مع جهاتٍ أمنيةْ.

عبيدة عمار تحدث "لأخبار الآن" أيضاً عما تعرضَ لَهُ من تعذيبٍ داخلَ أحدِ سجونِ داعش , مشيراً الى أن التنظيمَ كان يُجبر ضحاياهُ على الإعترافِ بجرائمٍ لم يرتكبوها مقابلَ الخلاصِ من تعذيبِهْ وهو ما يُعد دليلاً لا يقبلُ الشكَ على أن جميعَ من أعدمهم التنظيمُ كانوا أبرياءً , بـإستثناء أفرادهِ الذين أعدمَهم لأسباب تخُصه.

ربما عبيدة من الأشخاصٍ القليلين الذين غادروا سجونَ داعش خاصةً الذين اُتهِموا بالتخابر مع قوات الأمن العراقية, لكنه غادرَ مثقلاً بذكرياتٍ مؤلمةٍ عن أيام عصيبةْ قضاها بـإنتظار الموت , ليشاهد بعدها بأيام إصداراً لداعش وهو يعدمُ بدمٍ بارد صديقَه في السجن "وسام عامر".

 

اقرأ أيضا:
داعش يفشل في التأثير بأمن مدارس الموصل

الاستعدادات لتحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل جاهزة