أخبار الآن | صحراء الأنبار – العراق (معاذ الضيغمي)

تسبب إحتلال داعش لمناطق عديدة بالعراق بحرمان أطفالها من حقهم في التعلم، بسبب إجبار داعش أطفال تلك المناطق على الإلتحاق بمدارسه التي تحث على العنف والتطرف، وتعلم إستخدام السلاح وأساليب القتل للأطفال. 

ومع إحتدام معارك تحرير المناطق المحتلة، هرب كثير من أهالي تلك المناطق إلى مخيمات تفتقر إلى مدارس و معلمين مؤهلين لتعويض هؤلاء الأطفال الذين تركو الدراسة لعامين متتاليين. تفاصيل أوفى في تقرير مراسلنا من الأنبار معاذ الضيغمي.  

بعدَ أنْ حرمَهمْ داعش من التعليمِ لنحوِ عامين، يستعيدُ هؤلاءِ الأطفالُ بعضَ حقِهم في التعلُمِ في أحدِ مخيماتِ النازحينَ بمحافظةِ الأنبارِ والذي استقبلَ أكثرَ من ألفِ أسرةٍ عراقيةٍ ممنْ هربوا من مدينتي هيت وكبيسة. 

عثمان محمد طفل مهجر ممن سكن المخيمات  يقول: "انا بسبب داعش بقيت في المنزل وانقطعت عن الدوام بسبب مناهجهم التي يتنص مادتها الدراسية  على حمل السلاح وكيف تتم عملية الجمع بين الدبابات وكيف تتم الية وعملية التفجير وتفكيك العبوات الناسفة.انا تركت الدراسة ولازمت المنزل لمدة سنتين وبسببهم ضاعت عليه ضاع مستقبلي اذ يفترض ان اكون حاليا بالصف الثالث متوسط."
 
في ظلِ إحتلالِ داعشْ لم يكنْ أمامَ هؤلاءِ الأطفال سوى الإنصياعِ إلى توجيهاتِ مسلحي داعش وفِكرهِ المتشددِ في مدارسٍ ومخيماتٍ أنشأها التنظيمُ لتسهمَ في تكوينِ جيلٍ من المقاتلينَ الجددْ، ومَن يَرْفُضُ الإلتحاقَ بمدارسِ التنظيمِ، أو دوراتِ ما تسمى بـ"أشبالِ الخلافةِ"، يعاقبُ بشدة.
 
تتحدث ابتسام صابر وهي طفلة نازحة " يقولون لنا اذا لم تلتزموا بالدوام بالمدارس ستاخذكم الى المحكمة لجلدكم. هناك طفل صغير امه تبكي عليه  اخذه داعش ضمن الاطفال المجندين الى ساحات التدريب وقاموا بتدريبه على استخدام واستعمال السلاح."
  
شبه عاجزةٍ تقفُ الحكومةُ العراقيةُ أمامَ حجمِ التحدياتِ المتمثلةِ بازديادِ اعدادِ النازحينَ وعدمِ قدرتِها على توفيرِ المتطلباتِ الأساسيةِ لجميعِهم وعلى رأسِها حقُ تَعَلُمِ الأطفال.
 
ناجي دحام مدير ناحية الوفاء يقول" من بين العوائل التي وصلت الى هذا المخيم عدد كبير من الاطفال في سن الدراسة وقد توقفوا عن التعلم والدراسة لمدة سنتين بسبب تواجدهم بالمناطق الساخنة. بعد نزوحهم الى هذا المخيم لا يمكن توفير لهم مدارس بسبب ضعف الامكانيات و ان هؤلاء الاطفال هم ضحايا لعناصر داعش الاجرامية الذين دمروا البلاد والعباد."
 
ويبقى قسمٌ كبيرٌ من أطفالِ العراقِ مهدداً سواءٌ بالأميةِ، أو التطرفِ، ما لمْ تتدخل الجهاتُ المعنيةْ بتقديمِ حلولٍ ناجعةٍ وعاجلةٍ لإنقاذِ هؤلاءِ الأطفال.