أخبار الآن | جنوب الفلوجة – الأنبار (معاذ الضيغمي)

مع إحتدام العمليات العسكرية ضد داعش جنوبي الفلوجة، وطرد مسلحيه من عدة مناطق كانت خاضعة لإحتلالهم، كشفت القوات العراقية مدى إستخدام داعش للأنفاق وإعتماد مسلحيه عليها خلال تنقلهم، فضلا عن تمركز قادته في غرف أُعدت وجُهزت على مستوى عال من الراحة والرفاه لتكون غرف علميات وإختباء على المدى الطويل. 

شبكةُ أنفاقٍ طويلةٌ ومعقدة، تمتدُ حولَ مدينةِ الفلوجة، وتحتَ منازلِ الأهالي التي استولى عليها داعشْ، هي احدى تحصيناتِ التنظيم على أطرافِ مدينةِ الفلوجة، حفرهَا مسلحوهُ ليتمكنوا من التنقلِ عبرهَا والتحصنِ فيها من ضرباتِ الطائرات والقوات العراقية.

راجع بركات – مسؤل الملف الامني في الفلوجة يقول "هذه الانفاق التي عثر عليها هي اكثر من 200 متر طول حفرها داعش وغطاها وكان مقاتلو داعش يستخدموها لنقل مقاتليهم من دار الى دار خوفا من الطيران وخوفا من القطعات العسكرية.

عمقُ هذه الانفاقْ يصلُ إلى مترين في بعضِ المناطق، أعدَهَا داعش لتكونَ ايضا مركزا لإدارةِ العملياتِ العسكريةِ خلال المعارك، فهذه الأنفاقُ تصلُ غرفاً متعددةً تحتَ الأرضِ ببعضِها البعض، يستخدمُها قادةُ التنظيمِ نظرا لتحصيناتِها وصعوبةِ اكتشافِها و استهدافِها.

المقدم عادل عواد ضابط في الحشد العشائري يقول "كل بيت هنا يوجد نفق يتصل به ويؤدي اليه وتحتوي هذه الانفاق على غرف نوم متكاملة التجهيزات ويختبيء بها قادة داعش خوفا من استهدافهم من قبل الطيران وضربات المدفعية".

الأنفاقُ التي باشرتْ القواتُ العراقيةُ بردمِها وإحرقِ ما فيها، فخَخَها داعشْ بعبواتٍ ناسفةٍ لتفجيرِهَا عند انسحابِ مسلحيهِ منها. وفي الوقتِ الذي تعملُ فيهِ القواتُ العراقيةُ على ردمِ الأنفاقِ وتدميرِهَا، تعملُ الفرقُ الهندسيةُ على التخلصِ من العُـبْـواتِ الناسفةِ بطرقٍ آمنة. 

المقدم عمر العيساوي مساعد امر الفوج الخامس  يقول "تم حرق الانفقاق وردم المتصل منها بالمنازل وقد عثرنا على اسلحة واعتدة وعبوات ناسفة خبئها تنظيم داعش بالانفاق وخزنا العبوات في مكان بعيد حتى تسلم للمعالجة الهندسية كي تقوم بتفجيرها".

إنخفاضُ منسوبِ المياهِ الجوفية، وطبيعةُ المنطقة، كانا من العواملِ التي سهلتْ على داعش حفرَ شبكةِ أنفاقٍ بهذا العمقِ والتشعبْ. 

الانفاقُ اسلوبٌ باتَ داعش يستخدمُه في المناطقِ التي يحتلُها، فتحتَ الأرضِ تشكلُ هذهِ الانفاقُ طرقاً ومراكزَ للتنظيم يعتمدُ عليها مسلحوهُ وقادتهُ في التخفي والهروب.