أخبار الآن | عكار – لبنان  (يوسف الجندي)

هربا من براثن الموت، ترك القاضي عبد الكريم حمزة، منصبه في مدينة حمص خوفا على أهله من براميل النظام المتفجرة والإعتقالات، ولجأ إلى لبنان، ليعيش حياة تفتقر إلى أدنى مقوماتها في مخيمات اللجوء، في على أمل العودة إلى وطنه. 

لم تعد الشهادة الجامعية سلاحا مع الانسان اثناء مروره بأوقات عصيبة , فالقاضي العقاري السابق في سوريا , عبد الكريم حمزة هو خير مثال على ذلك , حيث ان الحرب وقصف قوت النظام الذي اشتد عليهم في مدينة حمص, اضطره للخروج من فتحات الموت كما اسماها, حيث حدثنا عن ذلك فقال: "كنا عشرات الالاف من نساء و اطفال , والضرب علينا من كل حدب و صوب".

لم تكن الخيارات متعددة امام القاضي السابق , فتحتم عليه العيش في لبنان لقربها من ريف حمص الجنوبي الذي كان يعيش فيه مسبقا قبل النزوح , اضافة للظروف الصعبة التي منعته من ايجاد عملاً بشهادة بذل جهده للحصول عليها و لا حتى العمل بمهن مختلفة بسبب اصابته بالديسك , كلها اسباب اجبرته للسكن في مخيم شمال لبنان , تحت خيمة لا تكاد تسعه مع زوجته و اطفاله الستة , ولا تقيه حر الصيف و لا حتى برد الشتاء , فباتت حياة حامل الشهادة اشبه بمعتقل, فيقول: "مابقدر طلع جواز سفر لاني مطلوب امنيا لدى النظام السوري , و اختياري العيش بالمخيم لانو ما عندي قدرة ادفع اجار المنزل , بالنتيجة انا بمعتقل مابقدر لا اطلع و لا حتى قدم اي خدمة للناس باختصاصي".

بات عيش عائلة عبد الكريم في تلك الخيمة , واقع فرض عليه لم يستطع الهرب منه بشهادته التي افنى عمره للحصول عليها ,فبات عيشه يعتمد على حصص و مساعدات غذائية تأتيه من الامم و لا تكاد تكفيه.

ويبقى الامل لدى عبد الكريم بأن يخرج من هذا المخيم لربما يكون له دور فعال في المجتمع و خدمة السوريين في حال تبنته اي منظمة انسانية.