أخبار الآن | حلب – سوريا – (حسن قطان)

تختلف آراء الشارع الحلبي حول استخدام الليرة التركية في المعاملات اليومية عوضا عن الليرة السورية، فالبعض يرى أن قرار لجنة إستبدال العملات جاء في غير وقته، ودون وجود آليات على الأرض تسمح بتنفيذه، بينما يرى الكثير من مؤيدي القرار أنه وسيلة لإسقاط النظام وإنهاكه إقتصاديا، فضلا عن التعامل بعملة لها قيمة حقيقية. مزيد من التفاصيل عن إستخدام الليرة التركية في تقرير مراسلنا من حلب حسن قطان.

هذه أسواق حلب، عاصمة البلاد الاقتصادية كما كانت تعرف، والتي أصبحت اليوم محل صراع اقتصادي بين النظام ومعارضيه، فمعارضو النظام يسعون لتغيير عملة التداول إلى الليرة التركية بدلاً من السورية المصابة بالانهيار.

القرار الذي صدر عن لجنة تبديل العملات المنبثقة من المعارضة، فتح العديد من الأسئلة حول إمكانية التخلي عن الليرة السورية كعملة للتداول، وعن كيفية القيام بذلك، ولكن حتى الآن ما تزال البضائع في الأسواق تباع بالعملة السورية، فلا وجود لأي أثر لليرة التركية.

وفي لقاء لأخبار الآن مع أبو عبدو أحد موظفي المجلس المحلي "إن قرار تبديل العملة لا فائدة منه ما دامت الأسواق إلى الآن لا تقبل التعامل في الليرة التركية، فالراتب الذي يتقاضاه الموظف سواء كانت بالتركي أو الدولار الأمريكي يتم تحويله إلى السوري من أجل شراء الاحتياجات اليومية".

وينقسم الشارع الحلبي اليوم إلى قسمين، قسمُ يرى في تبديل العملة ضرورة لإسقاط النظام السوري اقتصادياً، والذي يكسب من ضخ عملة لا رصيد لها، ويسحب بدلاً عنها العملات الأجنبية، وقسمُ آخر لا يجد في الليرة التركية إلا تبعية سياسية ومزيداً من الضرر سيلحق بالمواطن الفقير في حال تمت عملية الاستبدال.

أبو غسان الذي يرى أن استبدال الليرة السورية بالتركية سيساعد في إسقاط النظام ويكمل حديثه "النظام السوري يعتمد بشكل كبير على عملته المزورة في تقوية وجوده فهي أحد اركانه اليوم، لذلك وجب استبدال العملة بالليرة التركية التي هي أقرب العملات إلينا حيث تحتوي على فئات صغيرة يمكن التعامل بها".

أما عبد الرحمن يرفض استبدال العملة بسبب عدم وجود خطة واضحة لعملية الاستبدال وهو ما يعرض الاقتصاد إلى كارثة، ويرى أن الليرة التركية اليوم ليست في وضع جيد فقد خسرت الكثير من قيمتها أمام الدولار الأمريكي

ويصف أبو غسان الفكرة بالجيدة إلا أنه يرفض التوقيت التي أعلن عنها فالوضع بحسب رأيه يحتاج مزيداً من الوقت وكثيراً من التفكير قبل اتخاذ القرار.

وسواء نجحت عملية تبديل الليرة السورية إلى التركية أم لم تنجح، إلا أنها تترك العديد من الأسئلة المفتوحة حول مستقبل البلاد الاقتصادي في حال سقوط النظام.

بغض النظر عن اختلاف الآراء حول قرار استبدال العملة، إلا أن كثيرين يرون في أن قرار المعارضة بالاستغناء عن الليرة السورية ما هو إلا الشرارة الأولى لمعركة اقتصادية الهدف منها القضاء على النظام.