أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (علي أبو المجد)

مجموعة شباب سوريون من هواة الفن في اسطنبول، اتخذوا من العمل الفني والستيكشات القصيرة وسيلة لنقد النظام وتنظيم داعش، وتسليط الضوء على واقعهم المؤلم بطريقة كوميدية ساخرة أو تراجيدية بغية مخاطبة الضمير الانساني، تفاصيل أوفى  في تقرير الزميل علي أبو المجد من اسطنبول.

لوحة فنية ساخرة ،تسلط الضوء على فئة جشعة من البشر، أو بالأحرى على تجار البشر كما يسميهم البعض ، أبطال هذه اللوحة هواة سوريون، اتخذوا من الفن سبيلا للتعبير عن أفكارهم، وجعلوا منه أداة تجرد الوجه والوجه الآخر وتنزع الأقنعة عنها ..

يقول "يوسف بكر" وهو شاب هاو ضمن فريق خطوة الفنية :

الرسالة التي أحببنا ايصالها الى العالم هو تصوير كل ما نراه على أرض الواقع من خلال اللوحات الفنية والستيكشات الكوميدية الساخرة التي تحاكي الواقع "

المسرح كان حاضراً هو الآخر و إن غابت خشبته ، فهنا وفي إحدى ساحات مدينة اسطنبول التركية ،كان للحصار الذي يفرضُه النظام السوري على المناطق المناوئة له ، كان  له نصيب من عروض هؤلاء الشباب، الذين فرقتهم الحرب الشعواءُ الصاخبةُ في بلدهم، وجمعهم المسرحُ الصامت وغيرُه، في بلد الجوار..

وجهُ النظام الآخر ، تنظيم داعش ، صاحبُ الدولة  المزعومة و التوسعية ،  ، لم يسلم هو أيضا من فن هؤلاء الشباب ورسائلِهم الناقدة ، لطالما مارس هذا التنظيمُ كلّ أشكال العنف والترهيبِ بحق المدنيين والثوار،  داخل حدوده و خارجها، من قتل وتهجير و اعتقال تعسفي غيرِ مشروع .. رسائلٌ يحاول الشباب الناقد إيصالها ، قد تقف إمكانياتهم البسيطةُ أحيانا عائقا أمام تحقيق  كلِ ما يريدون إيصاله ..

يقول "مصطفى حسين " وهو شاب هاو ضمن فريق "مغتربي ركن الدين"

" المعوقات التي نواجهها هي نقص المعدات لدينا ، فهي غير كاملة ، لكننها نحاولها تأمينها شيئاً فشيئاً بحسب إمكانياتنا التي تتوفر مع الوقت إذ يترتب علينا مصاريف وتكاليف لكوننا  في بلد الغربة ، وكذلك ضيق الوقت يؤثر أيضا على عملنا في بعض الأحيان".

و مع ضعف إمكانياتهم ، يجتمع هؤلاء الشبان الأربعة في هذا المكان أثناء فراغهم، بالرغم من  انتمائهم  إلى أكثر من فريق  ، ليخططوا و يرسموا لوحة جديدة بألوان جديدة، تخاطب ضمير الإنسان  قبل عواطفه ، فالهدف الذي يجمعهم واحد .. والطريق التي بدؤوها واحدة، آملين أن يكون لقاؤهم  قريبا ،في سوريا واحدة ..