أخبار الآن | مرسين – تركيا – (علي أبو المجد)
على شواطىء مدينة مرسين التركية، وبالرغم من اصابته ، حاكى الفنان السوري "فايز الاديب " خيالَه فكان للثورة السورية النصيبُ الأكبر من فَنِه في النحت على الرمال آملاً في لفت أنظار العالم إلى أوجاع السوريين– علي أبو المجد والتفاصيل.
بخطواتٍ مليئةٍ بالحياةِ والنشاطِ وبروحٍ مفعمةٍ بالأملِ ، يخرجُ هذا الشابُّ القلموني من منزلهِ قاصداً المكانَ الذي يرتادهُ غالباً، هنا على شواطئ مدينة مرسين التركية، يجمع "فايز الأديب" الرمالَ الرطبةَ ويحاول أن ينحت منها مجسّماً يعبر عن فكرة، كانت الرغبةُ في إيصالها أقوى من إصابته .
يتحدث فايز عن إصابته قائلاً : "أصبت في القلمون بريف دمشق ، في بطني وساقي خمسة شظايا ولدي إصابة باليد اليسرى ، أصبحت غير قادر على العمل ولكنها تساعدني نوعا ما وكذلك هناك إصابة في أذني اليسرى حيث أنني لا اسمع بها وشظية في العصب ."
المحبة والأُلفة فضلاً عن المواضيع المتعلقة بالقضية السورية ،هي أكثر ما يحاول الأديبُ أن يجسدها من خلال حبات الرمال ، إذ أنه سلط الضوءَ على قضيةِ المعتقل السوري داخلَ أقبية النظام، و الذي يعيش الموت أو يموت في كل وقت وحين ، فعندما يبحر الفنان في عالمه، يُخرج من خياله لوحاتٍ واقعيةً،يمكنها أن تثيرَ اهتمامَ المارةِ وفضولهم ،و تأسِر نفوسَهم.
تقول "آيلا " وهي مواطنة تركية : " أنا أحب الفن ، وكما قال أتاتورك أن الشعب الذي يبقى بدون فن وكأنه قطع أحد شرايين الحياة ، أقدر هذا العمل وكنت أنظر إليه بإعجاب وشغف"
ويضيف اللاجئ السوري " عدنان البكري " : " هذا فخر لنا ويرفع رأسنا عالياً نحن السوريين ،نحن ليس كما يعتبرنا البعض أننا شعب همجي ، نحن شعب راقٍ يحمل فكرة و رسالة راقية ".
لم يكن أمام هذا الفنانِ سوى حباتِ الرمال ذاتِ التماسكِ الهش، أداةً للتعبير عن فنه وإيصال رسالته، فأضعفُ موجةٍ عابرة أو بدون موجة ،يمكن أن تتحول هذه اللوحةُ إلى أطلال، و يضيع بذلك جهدُ ساعاتٍ من العمل والإتقان .إذ يتحدث "فايز الأديب" عن ضعف الإمكانيات قائلاً:
"لدي إمكانية وطاقة بداخلي أستطيع أن أوصل الرسالة التي أريد ولكن الإمكانيات ضعيفة سواء على مستوى الرسم أو النحت بالرمل أو بالحجر"