أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (معاذ الخال)

لم تسلم النساء والأطفال من رصاصات قناصة النظام أثناء محاولتهم الخروج من بلدة زبدين في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق إلى مناطق سيطرة النظام، ولم تشفع لهذه العائلات وعود النظام بعدم استهدافهم في حال خروجهم الساعة الخامسة صباحاً من البلدة باتجاه حاجز قصر ماريا الفاصل مع بلدة المليحة.

حالات قنص عدة واجهتها العائلات التي تنوي الخروج من الحصار والجوع في بلدة زبدين إلى مناطق النظام علّه يصدق بوعوده بتقديم العون والمساعدة لهذه العائلات، وإيواءها.

ضاق العيش على عدد من العائلات في زبدين، جراء المعارك الدائرة على أطراف البلدة ومزارعها, فمن القصف اليومي بالمدفعية الثقيلة، وصواريخ الفيل الإيرانية، والغارات الجوية، إلى محاولات قوات النظام اقتحام البلدة بشكل شبه يومي, وانتهاءً باتباع سياسة تجويع المدنيين عبر الحصار الخانق المفروض على الغوطة، جعل المجازفة إحدى الاحتمالات ولو كلفت البعض حياتهم للخروج من هذا الواقع.

الأربعاء الماضي، ارتكب قناصة النظام مجزرة راح ضحيتها 12 مدنياً، بينهم 5 أطفال أحدهم لم يتجاوز عمره الشهرين، وأصيب 25 آخرون لدى محاولتهم الخروج من زبدين نحو حاجز قصر ماريا. إحدى النساء الناجيات من المجزرة، كشفت أن خروج العائلات كان بالتنسيق مع قوات النظام.

تقول الناجية من المجزرة في تسجيل نقلته تنسيقية عربين: "أخبرونا إن أصيب أحدنا ألا نتراجع، لأن فريق الهلال الأحمر سيداوينا عندما نصل إلى الحاجز, فخرجنا الساعة الخامسة صباحاً متجهين إلى الحاجز، وعندما أصبحنا بالقرب منه بدأ عناصر قوات النظام بفتح رشاشاتهم، أُصيب ابني، فحمله زوجي، وأكمل به الطريق حتى وصل إلى الحاجز، وقال للعناصر أن ابني أصيب، فقالوا له: ارجع لن نسمح لك بالمرور، فتوسلّ إليهم بأخذه وإسعافه، وأنه سيعود, فرفضوا وعندما حمل ابننا للعودة، قنصوه في خاصرته، فتحدثت إليهم، وتوسلت إليهم لمعالجتهم فقط، وأنا سأعود، فقالوا: اذهبي، فرفضت الذهاب قبل أن أسحبهم وأحاول إسعافهم، ولكن زوجي توفي، واستطعت إسعاف ابني، وإجراء ثلاث عمليات له".
وأضافت أنه في الغوطة يشاع أن أهالي زبدين مؤيدون للنظام، ولكن لم تشفع لهم الإشاعة لدى قوات النظام التي قتلت من قتلت منهم وأصابت من أصابت.

وتدور إشاعات يحاول النظام بثها عبر خلاياه النائمة في الغوطة عن أن النظام يسمح للعائلات بالخروج عبر هذا الحاجز، ما يدفع بعض العائلات نتيجة أوضاعهم السيئة إلى التصديق والمجازفة فتكون النتيجة حياتهم.

يروي الناشط أبو عماد الورد لـ"أخبار الآن": "في  الـ21 من شهر نوفمبر، قامت عائلة من زبدين بالهروب نحو حاجز لقوات النظام، وهو حاجز قصر ماريا الفاصل مع بلدة المليحة, وبدأ الأب بالصراخ لعناصر قوات النظام يقول لهم (لا أريد الموت هنا, أريد الموت خارج الحصار), فلم يقنصوه، وسمحوا له من الوصول إليهم, واستقبله الضابط المسؤول عن الحاجز، وأحضر له الطعام، وسأله عن معلومات عن جبهة البلدة، ومن هي الفصائل التي ترابط على أطراف البلدة, و من ثم نقله إلى ضاحية قدسيا على أطراف العاصمة، وأعطاه منزلاً وبعض الوجبات الغذائية, وأمره بان يخبر معارفه المتواجدين داخل البلدة بما حدث معه".

ويضيف الناشط: "وعندما سمع أهالي البلدة بما حصل مع العائلة, عزمت نحو 150 عائلة على الخروج، فذهبوا إلى الجبهة نحو حاجز قوات النظام, وحاول الثوار منعهم كي لا يغدر بهم النظام، ويستخدمهم دروعاً بشرية، ولكن العائلات أصرت على الخروج على مسؤوليتهم, وعندما ذهبوا باتجاه الحاجز قامت قوات النظام بإطلاق النار عليهم، وقنصوا امرأة وطفل، وجرح العشرات, وعند وصول من نجا من القنص إلى الحاجز قام باحتجازهم، والتحقيق معهم، ومن ثم نقلهم إلى العاصمة دمشق، وتركهم هناك دون تأمين مأوى لهم".