إدلب، 20 فبراير, (عمر حاج قدور – أخبار الآن)–

تقع مدينة معرة مصرين شمال محافظة إدلب على أوتستراد باب الهوى وتبعد عن مدينة إدلب (( 10 كيلو متر )) وعن حلب (( 45 كيلو متر )) وعن الحدود السورية التركية (( 30 كيلو متر )).

يبلغ عدد سكانها (( 50 ألف نسمة )).و تشتهر مدينة معرة مصرين كجيرانها بزراعة الزيتون والقمح وأهم مايميز مدينة معرة مصرين عن باقي مدن وبلدات ريف محافظة ادلب تنظيمها العمراني، فتتميز بعمرانها الحديث وشوارعها العريضة وكثرة الساحات العامة.

حكاية مدينة :معرة مصرين، تدفن شهدائها في باحات المدارس

يعمل أغلبية أهلها بالوظائف الحكومية والزراعة والتجارة والصناعة.فهي تضم مدينة صناعية منظمة وأيضاً  يعمل أهلها في الأعمال الحرة.أما عن تسميتها فتعود للغة السريانية كما ورد في كتاب (( معجم البلدان – ياقوت الحموي ))، حيث يتألف إسم المدينة من شقين الأول معرة أي (( المغارة )) والشق الثاني (( مصرين )) أي الأمصار وتعني بالسريانية الأمطار فيصبح المعنى كاملاً (( مغارة الأمطار )).

الجامع الكبير يشهد التحولات الحضارية للمدينة

تضم المدينة وماحولها العديد من المواقع الأثرية أبرزها (( الجامع الكبير )) ذو الفن العمراني الجميل والذي يتميز بكثرة قبابه وكما روي أنه كان كنيسة مبنية على أنقاض بيعة لليهود فقام ” أبو عبيدة الجراح ” بوضع حجر الأساس لبنائه عندما دخل المدينة هو و ” خالد بن الوليد ” وأكمل بنائه ” عبادة بن الصامت “.

حكاية مدينة :معرة مصرين، تدفن شهدائها في باحات المدارس

المدينة و الثورة

قال لأخبار الآن الناشط الإعلامي “بهجت نجار ” متحدثا حول مشاركة المدينة في الثورة السورية : خرجت أول مظاهرة في المدينة بتاريخ 22/4/2011، وجابت شوارع المدينة.وهتف المتظاهرون نصرة لدرعا والمناطق المحاصرة وطالبت بإسقاط النظام.وثقها بهجت بالفيديو والصور.وتبع تلك المظاهرات إشتباكات بين أبناء المدينة وشبيحة النظام على إثر خروج المظاهرات المناهضة للنظام بها.

حكاية مدينة :معرة مصرين، تدفن شهدائها في باحات المدارس

إشتباكات مع القرى المجاورة

مازالت مدينة معرة مصرين تدفع ثمن وقوفها مع الثورة فهي تتعرض للقصف المدفعي العشوائي من النظام.بالإضافة إلى وقوعها على جبهة قتال حيث تقع جنوبها قرية ” كفريا ” الموالية للنظام وجنوباً إلى الشرق بلدة ” الفوعة ” الموالية للنظام أيضا.وتحدث اشتباكات بشكل مستمر بين الثوار في المدينة والشبيحة في هاتين القريتين.كما وتشهد منازل المدينة دمارا هائلا جراء القصف الذي تتعرض له.ولكن سكان المدينة لم ينسوا ان ينقشوا على الجدران إيمانهم بالثورة رغم كل شيئ.

حكاية مدينة :معرة مصرين، تدفن شهدائها في باحات المدارس

شهدائها يدفنون في باحة المدارس

أضاف بهجت أن المدينة قدمت عدداً كبيراً من الشهداء إذ يبلغ عدد شهداءئها حتى اليوم أكثر من ” 200 شهيد”، بين مدنيين ومقاتلين.دفنوا في باحات بعض المدارس في المدينة، بسبب عدم تمكن الأهالي من دفنهم في مقابر المدينة التي تقع في منطقة مكشوفة على جبهات القتال مع الشبيحة في كفريا والفوعة.

حكاية مدينة :معرة مصرين، تدفن شهدائها في باحات المدارس

كما و هناك عشرات المعتقلين من أبناء المدينة في سجون النظام.وبقيت الثورة سلمية في المدينة واستمرت خروج المظاهرات إلى أن تحولت الثورة إلى المسار المسلح، فانشق العديد من أبناء المدينة ممن يخدمون في صفوف الجيش وشكلوا كتائب بمشاركة الأهالي للدفاع عن المدينة من قوات النظام.وشارك أبناء المدينة في العديد من معارك التحرير من قوات النظام ومنها معركة الرتل الذي كان متجهاً إلى باب الهوى فتصدى له أبناء المدينة وكبدوه خسائر كبيرة.

النازحين

ونتيجة القصف اليومي نزح الكثير من أبناء المدينة حيث تقدر نسبة النازحين من سكانها الأصليين اليوم بـ ” 35 % ” ووصلت في مرحلة سابقة إلى ” 90% “.وتؤي المدينة العديد من العوائل النازحة إليها من قرى وبلدات تتعرض للقصف بشكل أعنف.وبالرغم من معاناة المدينة منذ بداية الثورة نرى جدرانها اليوم مكسية بعشرات العبارات الثورية.

حكاية مدينة :معرة مصرين، تدفن شهدائها في باحات المدارس

حدثنا ” أبو أحمد ” أحد النازحين إلى مدينة معرة مصرين أنه لجئ إليها بعد تعرض قريتهم لدمار كبير وهو يعمل الآن حطاب ليجني قليلاً  من الأرباح ليعيش عليها هو وعائلته وللتدفئة في هذه الأيام القاسية البرودة علماُ أن هذه المهنة تأخذ الكثير من الجهد والتعب لكن لم يجد سواها.  

حكاية مدينة :معرة مصرين، تدفن شهدائها في باحات المدارس

حكاية مدينة :معرة مصرين، تدفن شهدائها في باحات المدارس

*تصوير : عمر حاج قدور، حصري لقناة الآن.