التوعية بالوقاية من الانتحار

في كل عام تحيي العديد من المنظمات العالمية الإنسانية يوم التوعية بالوقاية من الانتحار أو اليوم العالمي لمنع الانتحار في 10 سبتمبر، تزامنًا مع تحديد شهر سبتمبر “الأصفر” كشهر للتوعية بمخاطر الانتحار وأهمية الصحة النفسية.

تقدر منظمة الصحة العالمية أن 700 ألف شخص يموتون بسبب الانتحار كل عام، ويقدر أن عدد المحاولات أكبر بكثير.

في 22 دولة تشكل العالم العربي، لم يتم الخوض في هذا الموضوع بشكل كبير، وتقدر دراسات واسعة النطاق أن معدلات الانتحار في العالم العربي منخفضة بنسبة 3.9% إلى 4.8% لكل 100 ألف فرد، مقارنة بمتوسط المعدلات العالمية 9% لكل 100 ألف.

ومع ذلك فإن موضوع الانتحار والأمراض النفسية/العقلية يعتبر بشكل عام من المواضيع الشائكة التي لا يتم الحديث عنها بشكل مناسب في العالم العربي، ونتيجة لذلك لا يتم الإبلاغ عن حالات الانتحار ومحاولات الانتحار إلى حد كبير ومن المحتمل جدًا الاستهانة بهذه الأزمات. فعلى سبيل المثال تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأفراد في العالم العربي يبلغون عن معدلات عالية من أعراض الاكتئاب والتفكير في إنهاء حياتهم.

البحث عن الأمل في الأوقات المظلمة.. ماذا تفعل إذا راودتك أفكار انتحارية؟

في هذا السياق تحدثت أ.ج. مع أخبار الآن عن تجربتها الشخصية، حيث حاولت أختها إنهاء حياتها قبل سنتين وكيف أثر هذا الموضوع عليها وعلى عائلتها.

وقالت: “في ذلك الوقت لم أكن أدرك حقًا حجم الأزمة، كنت أعلم أنها كانت ليست طبيعية لكنني اعتقدت أنها كانت تعاني من الكثير وكانت متعبة بشكل عام” وأضافت: “لم تكن تركز أثناء المحادثات وكثيرًا ما ذكرت مدى تعبها. كنت أعيش في بلد آخر في ذلك الوقت، لذلك لم نكن معًا شخصيًا وكانت دائمًا منشغلة لذا لم أكن أشك بشيء. لقد كانت آخر شخص تعتقد أنه سيحاول القيام بشيء كهذا.. وهذا هو الجزء الأكثر حزناً.. لا يمكنك أبدًا أن تنظر إلى شخص ما وتعتقد أنك تفهم كيف أو ما يشعر به”.

وعند سؤالها عما حدث وكيف أثر ذلك عليها وعلى عائلتها أجابت أ.ج. بأنهم قاموا برمي كل الأشياء الحادة خارج المنزل وأرادوا على حد تعبيرها أن “نغلفها بورق الفقاعات ونحميها من كل شيء ومن نفسها”، كما تابعت حديثها عن الارتباك والحيرة في المشاعر التي واجهت العائلة فعلى جانب كانوا سعداء وممتنين جداً أنها لا زالت على قيد الحياة ومعهم، لكن على الجانب الآخر كانوا خائفين ومرتبكين وقلقين جداً، لم يكن وقع محاولة الانتحار سهلاً على العائلة ولم يكونوا يعلمون ما هو التصرف المناسب في ذلك الوقت.

وتابعت أ.ج. “أجريت الكثير من الأبحاث بعد ذلك لفهم أسباب الانتحار وما يمر به الناس في ذلك الوقت، وقال العديد من الناجين إنه بعد محاولاتهم كان الأمر أشبه بالندم الفوري مما جعلني أتساءل عما إذا كان أولئك الذين لم ينجوا شعروا بنفس الطريقة، وإذا كان الأمر كذلك فكم هو مؤسف”.

واختتمت حديثها بالقول: “وصف بعض أصدقائي أختي بأنها “أنانية” لما فعلته، بالطبع هذا أغضبني لأنها أختي لكن أعتقد أنه عندما يكون الناس في تلك الحالة الذهنية فإنهم لا يفكرون بشكل سليم، ومن المؤكد أن إيذاء الآخرين ليس هو محور اهتمامهم”.

ما هي التوعية بالوقاية من الانتحار؟

بحسب لانا قصقص، اختصاصية اجتماعية ونفسية، التوعية من الانتحار هي عملية تثقيف الأشخاص حول مخاطر الانتحار وكيفية التعامل معهم وأهميتها تكمن بأنها تعمل لإنقاذ الأرواح بالمبدأ الأول لأنها تعلم الأشخاص التعرض على أعراض الاكتئاب وبالتالي تقديم الدعم والمساعد الذي يمكن بدوره المساعدة بإنقاذ حياة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والأفكار الانتحارية.

البحث عن الأمل في الأوقات المظلمة.. ماذا تفعل إذا راودتك أفكار انتحارية؟

ثانياً التوعية ممكن أن تقلل نسبة الاكتئاب لأنها تشجع الأشخاص على طلب المساعدة لمعالجة الاكتئاب والمشاكل النفسية، كما أن التوعية تساهم بتغيير وجهة النظر السلبية للمجتمع تجاه الانتحار والتخلص من الاستهتار تجاه هذه المشكلة.

كيف أعرف أن شخصاً ما يعاني من الاكتئاب؟

بحسب الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي، فإن الانتحار هو من آخر مراحل الاكتئاب، و يصل الشخص إلى هذه المرحلة عندما يشعر أنه غير مفيد للآخرين، والآخرين لن يستطيعوا مساعدته.

 

ونجد أن الشخص يستخدم مصطلحات معينة مثل الدعاء على نفسه أو الحديث عن تعبه من الحياة وفقدانه للشغف وعند محاولة النقاش معه يقول عبارات مثل “أنا لست خائفاً من الموت” أو “الموت تأخر” أو يقوم بالحديث عن وصيته وهو لا يعاني من أي أمراض أو يتميز بصغر سنه وهذه مؤشرات على الاكتئاب الحاد.

في هذه الحالة يجب الحديث مع الشخص ومصارحته أنه يحتاج إلى العلاج النفسي سواء دوائيًا أو من خلال جلسات علاج.

البحث عن الأمل في الأوقات المظلمة.. ماذا تفعل إذا راودتك أفكار انتحارية؟

ماذا أفعل إذا كانت تراودني أفكار انتحارية؟

عند سؤال الدكتورة ماري-آنج نهرا، معالجة ومحللة نفسية واستاذة جامعية، عما يمكن فعله إذا كانت تراودني أفكار انتحارية؟ أجابت نهرا بالقول أن أول نصيحة هي التوجه إلى إنسان قريب أو يمكن الوثوق به والحديث معه، هذا يقوم بتفريغ التوتر وبالتالي يساعد على أخد مسافة من المشكلة ورؤيتها بشكل أوضح وأبسط.

وبالطبع الحديث مع المختصين يكون أفضل لأنهم يقومون بالتوجيه والدعم خلال هذه الفترات ولديهم الخبرة في المساعدة بشكل أنسب.

كيف أساعد الأشخاص الذين ليس لديهم أحد يلجأون إليه؟

في حالة عدم وجود شخص معين يمكن اللجوء إليه تتواجد خطوط دعم عبر الهاتف في بعض الدول العربية كما توجد العديد من المواقع التي يمكن استخدامها للحديث مع مختصين.

وقالت قصقص في هذا السياق أن المشكلة الأكبر تكمن في أن المجتمعات تستخف بمعاناة الأشخاص الذين تراودهم أفكار انتحاري وبالتالي علينا كأشخاص نشر الوعي حول قضايا الصحة النفسية والتشجيع على الحديث عن المشكلة لنساهم بتجنب التهميش والاستهتار بهذه الأزمة.

مواقع وخطوط ساخنة لتقديم الدعم النفسي

يوجد عدد من الوسائل التي يمكن الاستعانة بها لطلب الدعم النفسي والمساعدة فيما يلي أبرزها في الدول العربية:

الشرق الأوسط

Middle Eastern Eating Disorder Association
https://www.meeda.me
info@meeda.me

Shezlong
https://www.shezlong.com

موقع “علاج نفسي” عبر الانترنت
https://www.ilajnafsy.bzfo.de/portal

Ayadi Health
https://www.ayadihealth.co

Arab Therapy
https://www.arabtherapy.com

لبنان

Embrace Lifeline 12:00PM-2:00AM
info@embracelebanon.org
📞 1564

الإمارات

Dubai Foundation for Women and Children Helpline
📩  5111
📞  800111

Estijaba helpline
📞 8001717

الجزائر

📞 58 2000 3983 0021

مصر

المجلس القومي للصحة النفسية
📞 20818102

Befrienders
befrienders@befrienderscairo.com
📞 7621602
📞 7622381

العراق

الخط الساخن للأمم المتحدة
📞 80069999

البحرين

📞 188 199 161 0097
📞 260 199 161 0097
📞 191 199 161 0097
📞 334 199 161 0097

الأردن

📞 900 508 262 0096

المغرب

Centre d’Etude et de Prévention du Suicide
📞 42 42 382 002

Sourire de Reda (Befrienders Casanlanca)
📞 40 47 87 22 5 212
📞 70 95 58 62 6 212

السعودية

Psychological Counseling Contact Center
📞 60 33 03 920

السودان

Befrienders Khartoum
📞 253 555 11 249