على درب الحياة يسيران معاً جنباً لجنب.. يفوح منهما ريعان الشباب وعطر الأمل وهمّة الإصرار.. نايف صبري وعروسه منى خيرو قاسم أيزيديان من قضاء سنجار الواقع غرب محافظة نينوى شمال العراق، أرادا لعرسهما أن يكون رسالة.. رسالة للشباب العراقي.. ورسالة للمجتمع.. وقبل كل شيء رسالة لتنظيم متطرف داعشي حاول دفن الحياة.

أن تقيم عرسك بين أنقاض مدينتك التي دمرها تنظيم داعش وحاول إبادة أهلها في عام 2014، هو رسالة قوية ومعبرة في وجه أولئك الذي اعتقدوا أن إرهابهم يمكن أن يطفىء نور الأمل والحب والمستقبل والحياة.. إنها تمسك بالأرض والوطن.. إنها روح الجيل الشاب الذي عرف أن ألوانه هي التي ستعيد البريق أينما مرّ الظلام.

من الظلمات إلى النور.. "نايف ومنى" من سنجار يقيمان عرسهما على أنقاض المدينة

شهر عسل فريد من نوعه!

قرار توفير مصاريف حفل زفاف في صالة أفراح وعدم شراء الذهب أو الذهاب في رحلة شهر العسل المعتادة، ليس أمراً سهلاً في المجتمعات الشرقية والعربية بشكل عام، قرار نايف كان شجاعاً في مجتمعه الأيزيدي العراقي، وقبول منى لفكرته قد يعتبره البعض قراراً أكثر شجاعة لصبية تربت على وجوب هذه الأمور.

نايف ومنى كان لهما أحلام أكثر سمواً من ذلك، قررا استثمار تكلفة حفل زفاف راقٍ في افتتاح مطعم متواضع متخصص يوفر فرصتي عمل لاثنين من الشباب العاطل عن العمل، ويعود جزء من أرباحه لمساعدة الأطفال اليتامى.

من الظلمات إلى النور.. "نايف ومنى" من سنجار يقيمان عرسهما على أنقاض المدينة

يريدون بناء مجتمع جديد، يضحك الفرح والأمل بالمستقبل بين أسواقه وبيوته وأزقته، فيعود التعايش السلمي ينبض من جديد في سنجار، بشبابه الذين هم من يبني المستقبل، فنايف عمره 25 عاماً وزوجته منى عمرها 23 ربيعاً، والاثنان صارا مثالاً لفرص كبيرة يمكن للجيل الشاب أن يطبقها، فإلى جانب مسؤوليات الزواج، وإدارة مطعم برؤية إنسانية خيرية، يتابع نايف دراسته في إدارة الأعمال والدراسات الدولية بالجامعة الأميركية بمدينة السليمانية بإقليم كردستان العراقي، في حين أن عروسه منى هي خريجة كلية الإدارة والاقتصاد قسم المالية والصيرفة، من جامعة دهوك.

بجانب كل ما يقوم به، يعمل نايف مديراً لمنظمة سنرايز الإنسانية التي تشكل مورد رزق يستطيع عبره إعالة عائلته، وهو منذ عودته يهتم عبر المنظمة بتنفيذ مختلف المشاريع الإنمائية في قضاء سنجار، وحلمه الأكبر مع زوجته أن يعود التعايش السلمي لينشر الألفة ويحي نبض سوق سنجار من جديد.