سلسلة من الظلمات إلى النور

الحياة تستمر.. جملة لخص بها عامل البناء الموصلي محمد غائب نظرته للحياة بعد دحر داعش. محمد، هو أحد سكان حي الزنجيلي في الساحل الأيمن من الموصل، حيث نفذ داعش واحدة من أكبر مجازره المعروفة باسم مجزرة البيبسي، وهي مجزرة راح ضحيتها حوالي ٢٥٠ موصلياً وفق الإحصائيات الرسمية، خلال محاولتهم الهرب من داعش نحو الحرية أثناء معارك تحرير المدينة.

أصدر داعش يومها، في الأول من حزيران/ يونيو عام ٢٠١٧، عبر مكبرات الصوت أمراً بقتل كل من يحاول الهرب بعد اكتشاف ممر هروب اعتبره الأهالي آمنا للعبور نحو القوات الاتحادية، فتدفقوا عبره بالمئات، ولكن قناصة داعش وقذائفه كانت بالمرصاد. يتذكر محمد تلك الأيام في ظل داعش، ومشاهدات ومعاناة يوم الهروب، وكيف قرر بعد التحرير أن يبدأ من جديد ويساعد من بقي على قيد الحياة من عائلته على العودة إلى بيتهم وحيّهم.

العودة إلى الزنجيلي كانت لمعظم الأهالي بمثابة تذكر الألم وخسارات الأحبة، فكان التردد في البدء، ولكن عندما رجع كبار السن إلى الحيّ، تشجع الناس للعودة إلى بيوتهم حتى لو كانت مدمرة. ساعدهم في إعادة بناء بيوتهم مشروع الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في العراق (هابيتات)، إذ رمم أكثر من ٧٠٠ منزل في الحي. والآن، فإن حوالى ٩٥ في المئة من الأهالي قد عادوا إلى الزنجيلي.

ونتابع في هذه الحلقة تفاصيل قصة عودة أهالي حي الزنجيلي إلى منطقتهم بعد تحريرها من ظلم احتلال داعش