ألفة الجامي
أخبار الآن| دبي- الإمارات العربية المتحدة (خاص)
إنه جحيم المعاناة التي يعيشها الإيغور تحت سلطة الحزب الحاكم في الصين. استهجن العالم كلّه عندما سربت وثائق تفضح ممارسات السلطات الصينية و لا سيما الممارسات بحق نساء الإيغور الى ان خرجت نساء توثق
المعاناة بالصوت و الصورة في معسكرات معدة خصيصا لتدمير الإيغور جسدياو عقليا و معنويا.
رقية فرحات سجنت لدى السلطات الصينية اربع سنوات لتخرج في العام 2012 لتروي قصصا تحتاج لقدرة استيعابية خيالية لإدراكها.
في العام 2017، شنّت السلطات الصينية حملة خاصة مُمنهجة لمنع النساء من الإنجاب، وبحلول عام 2019 خططت الحكومة لإخضاع أكثر من 80% من النساء في سن الإنجاب في جنوب شينجيانغ لعمليات جراحية بهدف وضع
أجهزة اللولب وغيرها من وسائل منع الحمل، بهدف توصيل معدلات الإنجاب بين الإيغور إلى صفر. هذا لم يعد ادعاءات كما تقول السلطات الصينية هي حقائق ووقائع مخطط له قبل سنوات و تحدثت عنه رقية فرحات
الناجية من سجون السلطات الصينية.
رقيّة تؤكد ما سبق و كشفته وثائق مسربة عن حملة منع الإنجاب الجماعية للإناث المدعومة بتمويل من الدولة، وأظهرت تنفيذ مئات الآلاف من العمليات الجراحية في عامي 2019 و2020، مع العلم ان هذه الحملة تتجاوز حملة
تحديد النسل القسرية المفروضة في جميع أنحاء الصين، في ظل سياسة إنجاب طفل واحد.
رقيّة أدخلت السجن في العام 2008 و تعرضت لأبشع انواع التعذيب من سجن الماء الى قلع الاظافر،و تم ترهيبها بقتل اخواتها امام عينها حكم عليها بتسع سنوات سجن لكنها و بعد ان بقيت ثابتة على مواقفها
من ينظر الى عيني رقيّة و يستمع الى الرعشة في صوتها يتخيّل الجحيم الذي كانت تعيش فيه، قصص لا تزال ماثلة في ذهنها تعيد الدموع الى عينيها كلما استذكرتها
تؤكد رقيّة خضوع النساء الإيغوريات داخل السجن لعلاج يقطع دورتهن الشهرية فما تقوم به السلطات الصينية باعتقادها ليس بجديد فهي كَبرت على وقع الظلم الحزب الحاكم لعائلتها و لوالدها الذي كان يتعرض
للضرب مرارا الى ان عاد يوما من الايام جثة هامدة الى المنزل.
معاناة رقيّة الجسدية انتهت في العام 2012 و لكن من يلتقيها يدرك مدى التأثر الفظيع الذي تركتا هذه التجربة في نفسها و مدى الأثر على حياتها و صحتها النفسية.
