سلسلة من الظلمات إلى النور

وجهتنا مدينة سنجار ووصلناها.. نبحث عن عنوانٍ يجمع صديقات أيزيديات جمعَهن مصابٌ أليم، لكنهن رفضن الغرق في ظلامه..

ريهام حسن قاسم وفريدة سعدو خلف وأخريات اتحدن يداً بيد لتشكلن رابطة بينهن تكون يداً واحدة قوية تساند النساء. هن ناجيات من هجوم داعش على سنجار في ٢٠١٤. ريهام وفريدة استطاعتا اللجوء للجبل حينها لكنهما اقتربتا من الموت عطشاً وجوعاً. فهمتا حينها أهمية وجود الدعم بكل أشكاله. عنوانهما رابطة دعم المرأة الأيزيدية.

منذ حوالى أربع سنوات، تنشط ريهام وفريدة في دعم النساء وخصوصاً الأيزيديات المحررات من سبي داعش. في الخامس عشر من أذار/ مارس ٢٠١٩، وبعد انتظار طال ثمانية عشر شهراً،  حصلتا على إجازة رسمية للعمل من العاصمة بغداد. ولدت الرابطة رسمياً وبدأتا بتوسيع النشاطات.

 تتمحور محاضرات الرابطة حول الأخلاق وفلسفة الحياة باعتبارها جزءا من التاريخ الأيزيدي. وتتضمن إبرازاً أكبر لدور المرأة فيه. وهناك محاضرات توعوية عن العلاقات بين الأزواج والتحديات المجتمعية ومن بينها جائحة فيروس كوفيد ١٩. كما تتيح الرابطة ورش عمل تعلّم مختلف الفنون والمهارات لمساعدة الفتيات المحررات من داعش على التعبير عن أنفسهن وتخطي ما عانينه، كهذه الفتاة بيان مشعل. صماء بكماء طوعت الألوان والأشكال لتقول بها مكنونات الروح.

تفك بيان قيودها النفسية التي كبلها فيها داعش من خلال الرسم. إذ يمكن أن تنغمس فيه لتنتج خمس لوحات في يوم واحد.. أشارت لنا ريهام بفخر إلى نجاح بيان ببدء حياتها من جديد بسبب الدعم الذي تتلقاه عندهن في الرابطة.

 صادفت زيارتنا مع موعد مهم لريهام وفريدة مع قائمقام سنجار. فرافقناهما بعد ترحيب منه حين عرف برغبتنا بالحضور معهما.

 قبل انتهاء اللقاء مع قائمقام سنجار أخبرنا أن جهات حاولت عرقلة تقديم مساعدات للأهالي في المنطقة إلا أن المنظمات الإنسانية تحدت العوائق لتأدية دورها وتقديم الدعم.

 يتكاتف الجميع هنا لتأدية المهام المختلفة، يجمعهن جو عائلي خلقنه لأنفسهن بالرغم من عدم القرابة واختلاف بلداتهن. عراقهن واحد وسنجارهن واحد. وهنا نلتقي سعاد التي حُررت قبل سنة وخمسة أشهر.

 نترك الفتيات المتواجدات في المقر لنذهب لمبنى آخر تابع للرابطة مخصص لدورات محو الأمية باللغة العربية، وهي دورة مطلوبة من الأهالي.