أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أمين الدزيري)

حلقة اليوم من كبسولة الزمن ليست للتخويف أو اثارة الرعب ولكن ضرورة فهم ما نمر به سينقذ أرواح أقرب الناس الينا.

لفهم سرعة انتشار كورونا سنحاول القيام بمقارنة بسيطة.

 

طي ورقة 42 مرة يوصلنا للقمر

تخيل أن في يدك ورقة، و ستحاول طيها 42 مرة، حجم الورقة الصغير سيكون عائقا ولكن لو فرضنا أن لدينا ورقة حجمها كبير كفاية ليسمح لنا بطيها 42 مرة صدقوا أو لا أن السمك الذي سنتحصل عليه سيكون أكبر من المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر ..

نعم والعملية حسابيا كالآتي : معدل سمك الورقة يبلغ حوالي 0.1 ملم عند طيها للمرة الأولى سنتحصل على مجموع الرقمين 0.1 و 0.1 ولكن في الطية رقم 2 سنتحصل على ضعف الرقم  الذي تحصلنا عليه في المرة الأولى أي 0.4 ملم وفي الثالثة الضعف وهكذا ..

–طي الورقة 10 مرّات سيجعلها بسمك: 102.4ملم  ما يعادل تقريبًا عرض راحة اليد.
– طي الورقة 23 مرّة فقط سيجعلها بسمك  يقارب الكيلومتر الواحد.
– طي الورقة 30 مرّة سيجعلها بسمك  يقارب المائة كيلومتر، وهو ارتفاع سينقلك للفضاء الخارجي.
– أما طيها 42 مرّة سيجعلها بسمك 439 ألف كيلومتر، وهو ما يتجاوز المسافة بين الأرض والقمر

تضاعف الرقم كل مرة يعرف بالنمو الأُسي أو Exponential Growth تخيل أننا في الطية رقم 41 قطعنا نصف المسافة نحو القمر وفي المرة 42 تخطينا المسافة بيننا و بين القمر أي في خطوة واحدة قفزنا لضعف الرقم

معدل الزيادة في عملية الجمع يستطيع العقل البشري فهمه واستيعابه ولكن عندما يتضاعف الرقم في كل مرة تكون الزيادات بأرقام مخيفة و كبيرة وهنا تأتي الاجابة عن علاقة سرعة انتشار كورونا بالمثال الذي طرحناه بداية الحلقة ..

 

تضاعف رهيب للأرقام

في منتصف ديسمبر بدأ بعض المصابين بالضهور في مدينة ووهان وبعد شهرين فقط وفي 11 مارس منظمة الصحة العالمية تعلن كوفيد19 وباء عالمي واليوم عدد الحالات المعلنة بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط من ضهور الوباء مئات الالاف من المصابين و قرابة ال10 الاف وفاة .

معدل الوفيات الضئيل نسبيا بنسبة 2% يدفع البعض للاستهانة بالمرض ومقارنته بأمراض أخرى أكثر فتكا بالانسان ولكن ما يميز كورونا هو سرعة انتشاره فلو فرضنا أن بلدا يبلغ عدد سكانه 100 مليون شخص أصيب بالكامل فمليوني شخص على الأقل سيموتون جراء هذا المرض وهو عدد كبير جدا.

 

ضرورة التحكم في سرعة انتشار الوباء

التحكم في نسبة نمو المرض وتخفيضه لأقصى درجة سيكون عاملا اساسيا في زيادة عدد الناجين منه ..

سنأخذ مثال مدينتين  توجد في كل واحدة منهما  3 مستشفيات مؤهلة وبها غرف انعاش بعدد 300 غرفة في كل مدينة

100 شخص أصيبوا في كل مدينة بالمرض وسيوضعون في 100 غرفة وأسبوعين على الأقل للتعافي ..

  • في المدينة الأولى اجراءات الحد من نقل العدوى ضعيفة فانتقل العدد بعد فترة قصيرة الى 300 وبعدها 600 في فترة أسبوعين فقط أي أن 300 شخص لن يتمتعوا بالعناية الصحية الكافية ومعرضين جميعا للموت مثل ما حصل في ايران وايطاليا أي انهيار كلي للمنظومة الصحية في فترة وجيزة
  • المدينة الثانية اتخذت اجراءات صارمة للحد من انتشار الوباء فانتقل العدد من 100 الى 300 فقط في ضرف اسبوعين ليجد جميع المصابين غرف كافية للرعاية الصحية ويتركوا جميعا غرف لمصابين جدد.

 

  • كيف نحد من إنتشار كورونا

التقليص من سرعة انتشار المرض والابقاء على المنظومة الصحية جاهزة لمكافحة الوباء يحدده أمرين مصيرين.

  1. الأول هو تقليص احتمالية التعرض للعدوى بملازمة المنزل وتجنب أي اكتضاض أو اختلاط
  2. والثاني هو التقليص من احتمالية الاصابة حتى لو خالطنا شخص مصاب بالخطأ بأخذ التدابير الوقائية اللازمة كعدم التلامس وغسل اليدين والحفاض على مسافة كافية

 

بغض النظر عن مصدره أو أسبابه .. كورونا موجود وأصبح واقع فرض علينا ووجب علينا محاربته سويا والأهم الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية لأنها تمتلك نظرة أوسع وأشمل.

للمزيد: 

كبسولة الزمن.. كتب وأفلام تنبأت بفيروس كورونا منذ سنوات! هل هي صدفة أم مؤامرة؟

كبسولة الزمن .. أساطير اتخذها البشر ملاذا فكانت سبب هلاكهم