هل يجب علينا أن نستغرب من التدخلات الخارجية في الشأن العراقي؟

بحكم الفوضى التي يعيشها العراق منذ عقدين من الزمن بسبب فشل وانعدام رؤية الطبقة السياسية لإدارة الدولة وولاء بعض مايدعون أنهم قادة “وأنا اشك في ذلك” لأجندات خارجية، فمن غير المستغرب أن تحشر الدول القريبة والبعيدة أنوفها في الشؤون الداخلية أما لحماية نفسها من الفوضى أو توسعة نفوذها وتحقيق نجاحات عجزت عن تحقيقها في بلدانها او انتظار دورها للحصول على جزء من المال السائب الذي يعلم السرقة كما يقال ،أو كل ما ذكر أعلاه.

ومن الطبيعي أيضًا لأننا نعيش في العراق الجديد! أن يتواجد مبعوث أمريكي، فالأمريكي هو الذي أسس النظام الحالي ومن حقه أن يبقى مّطلعاً ومشرفاً على منجزات من جاؤوا بهم من كل أصقاع العالم الفذة! أما إيران فبحكم الجيرة ولأن اغلب ممن يحكمون العراق الآن كانوا يعيشون في هذه الدولة وبينهم زاد وملح وعِشرة طويلة !و لأسباب توسعية وجيوسياسية فلا نستغرب توافد قادة الحرس الثوري بين فترة وأخرى إلى بغداد حتى وإن كان دخولهم في بعض الأحيان يكون بشكل غير رسمي خوفا من الاستهدافات الأمريكية والإسرائيلية والغرض طبعًا وبالتأكيد! تقوية العلاقات ودعم هيبة وسيادة الدولة العراقية وحل الخلافات بين السياسيين الذين لا يبدو أنهم بعد أكثر من ست حكومات قادرين على الاعتماد على أنفسهم وعدم الاتكال على الغير!

هل يحق للأحزاب السياسية في العراق أن ترسل مبعوثا إلى لبنان أم أن ما يحق لحزب الله لا يحق لغيره؟

لكن من غير المنطقي إذا كان هناك منطق أن لنصر الله “الأمين العام لحزب الله اللبناني” مبعوث للعراق يُدعى “كوثراني” ليصبح كما هو دارج في اللهجة العامية بـ”طباب خير” ويحاول جمع الفرقاء على كلمة واحدة! كوثراني ترك لبنان غارقا في ديونه وصراعاته الداخلية والخارجية وجاء يداوي العراق، فهل الذي عجز عن حل مشكلات بلاده الذي لا يستحق سوى الاستقرار والتطور على كافة الصعد سينجح في ذلك مع جيرانه؟ 

لم أكتب هذا المقال للتعريف بالمعرف فمن منا لا يدرك حجم التدخلات الخارجية وخاصة عند تشكيل كل حكومة جديدة حيث نرى كوثراني وغيره يدخلون على خط الأزمة!

لكن الغرض هو توجيه سؤال لمن يهمه الأمر…

 إذا كان العراق دخل ضمن محور المقاومة رسميا او “هذا ما فرضه الواقع” الذي يضم إيران وسوريا ولبنان واليمن فلماذا لا يوجد مبعوث عراقي في هذه البلدان ليساعدهم على تجاوز الصعاب وكي لا يتركهم وحدهم يواجهون “المؤامرات الصهيوأمريكية” التي تحاك ضدهم أم هذا استنقاصٌ من العقلية العراقية؟