داعش يحاول تعويض خسائره واستقطاب الإثيوبيين بإصدار دعائي

  • التنظيم الإرهابي يُطالب الإثيوبيين بعدم المشاركة في العملية السياسية في بلادهم
  • العناصر الإرهابية يطلقون النار على أشكال تدريبية تحمل صور آبي أحمد وبايدن

بث المكتب الإعلامي لتنظيم داعش في الصومال إصدارًا مرئيًا جديدًا، حرض فيه على اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وشن هجمات إرهابية داخل إثيوبيا، كما دعا مسلمي إثيوبيا للانضمام إلى التنظيم والالتحاق بمعسكراته في شرق إفريقيا.

وهاجم أبو عيسى الإثيوبي، أحد قيادات داعش الصومال، في الإصدار الجديد والمعنون بـ”على درب الفاتحين” مشاركة مسلمي إثيوبيا في العملية السياسية، منتقدًا تأييد الإخوان، والسلفية المدخلية المشاركة في العملية السياسية في البلاد، ودعوتهم للمشاركة في الانتخابات والدخول في البرلمان، على حد قوله.

وحاول أبو عيسى الإثيوبي تحريض مسلمي إثيوبيا على الانضمام للتنظيم الإرهابي عبر الادعاء بأن هناك ممارسات طائفية تتم ضد المسلمين في البلاد، مردفًا أنه بإعلان تأسيس فرع له في الصومال وجب عليهم أن ينضموا له ويقاتلوا معه ضد الحكومة الإثيوبية، على حد تعبيره.

وعلى ذات الصعيد، عرض الإصدار كواليس قيام منسقي الهجرة التابعين لداعش في الصومال بتنسيق سفر مجموعة صغيرة (5 أفراد) من الإثيوبيين، وأظهر الإصدار مراسلات تمت بين أحد أعضاء التنظيم وبين واحد من عناصر المجموعة للاتفاق على تهريبهم إلى داخل الأراضي الصومالية.

 محرضًا على اغتيال آبي أحمد.. داعش يحاول التغطية على فشله بمهاجمة إثيوبيا

الأفراد اللذين تم تهريبهم من إثيوبيا إلى الصومال بناء على إصدار تنظيم داعش ( أخبار الآن)

وتضمن الإصدار لقطات لوصول عناصر المجموعة الخمسة إلى مناطق التنظيم واستقبالهم من قبل مقاتلي التنظيم، ونقلهم إلى إحدى المضافات الجبلية الوعرة، وهي المضافات التي تُخصص لاستقبال العناصر الجديدة المنضمين لداعش قبل أن يلتحقوا بالمعسكرات التدريبية للتنظيم.

ومن الواضح أن التنظيم يحاول استقطاب مقاتلين من إثيوبيا لتعويض النقص في صفوف عناصره داخل منطقة بونتلاند وهي المعقل الرئيس لنشاط داعش في الصومال (شمال شرق البلاد)، خاصةً مع استمرار الاقتتال بينه وبين جماعة الشباب الصومالية، المحسوبة على القاعدة، والتي تحاول القضاء على وجوده الضعيف في المنطقة.

وذكر أحدث تقرير صادر عن فريق الرصد والدعم التحليلي المعني بمتابعة ملفي تنظيمي داعش والقاعدة بمجلس الأمن الدولي أن الاقتتال بين فرع داعش في الصومال وجماعة الشباب، تسبب في خسارة التنظيم ما بين 200: 280 مقاتل، وهو ما أدى لاستنزاف الفرع الداعشي وتقويض قدراته على شن هجمات إرهابية كبيرة وزيادة معاناته.

وأوضح التقرير أن فرع داعش في الصومال لازال يستضيف ما يُعرف بـ”مكتب الكرار” رغم خسائره الكبيرة- وهو قيادة إقليمية لداعش في شرق إفريقيا-، وتشير  تقديرات فريق الدعم التحليلي بمجلس الأمن إلى أن المكتب يشرف على تحويل أموال طائلة لفرع التنظيم في أفغانستان (خراسان) عبر اليمن، ويتم جمع هذه الأموال عن طريق عمليات ابتزاز الأفراد والشركات العاملين في صناعة النقل البحري وغيرها، وتستخدم الأموال في دفع رواتب مقاتلي داعش وتمويل عمليات شراء السلاح.

إلى ذلك، سلط إصدار على درب الفاتحين الضوء على أحد معسكرات تدريب عناصر داعش في الصومال، وهو مُعسكر تدريب بدائي جرى تجهيزه للإعداد القتالي والعسكري للملتحقين بالتنظيم.

 محرضًا على اغتيال آبي أحمد.. داعش يحاول التغطية على فشله بمهاجمة إثيوبيا

العناصر الإرهابية أثناء تدريباتهم البدنية في احد معسكرات داعش (أخبار الآن)

وقال أبو حفصة الأثيوبي، مسؤول معسكر التدريب، إن التنظيم في الصومال قرر تسمية المعسكر التدريب باسم “معسكر حافظ سعيد خان”، مضيفًا أن برنامج التدريب في المعسكر يشمل دورات شرعية مكثفة تليها، دروس عسكرية وبدنية، ويتم خلالها تدريب العناصر على الأسلحة والاتصالات والمتفجرات وعلى أساليب حرب العصابات وحرب المدن والتكتيكات العسكرية، على حد قوله.

 محرضًا على اغتيال آبي أحمد.. داعش يحاول التغطية على فشله بمهاجمة إثيوبيا

أبو حفصه مسؤول تدريب عناصر داعش في الصومال ( أخبار الآن)

وتحمل تسمية المعسكر الداعشي باسم “حافظ سعيد خان” تأكيد مباشر على الارتباط بين التنظيم في الصومال وأفغانستان، وهو ما يؤكد صحة المعلومات الواردة بتقرير فريق الدعم التحليلي عن أنشطة “مكتب الكرار” الداعشي، كما تتضمن التسمية دعوة غير مباشرة إلى عناصر جماعة الشباب الصومالية بالانشقاق عن الجماعة والانضمام لداعش، إذ أن حافظ سعيد خان هو  الأمير المؤسس له في أفغانستان وكان “خان” أحد قيادات جماعة طالبان في باكستان قبل أن ينشق مع مجموعة من رفاقه الباكستانيين والأفغانيين ويُبايع داعش، أواخر عام 2014، معلنًا تأسيس فرع للتنظيم في خراسان.

وفي سياق متصل، دعا أحد عناصر التنظيم المنخرطين في المعسكر، الأنصار غير القادرين على الالتحاق بهم لشن هجمات في الدول والمناطق التي يقيمون بها بأي وسيلة متاحة لهم، على حد قوله.

وأظهر الإصدار لقطات لمقاتلي التنظيم في معسكر “حافظ سعيد خان” أثناء التدريبات البدنية والقتالية الأساسية، كما أظهر عدد من المقاتلين وهم يُطلقون النيران على أشكال تدريبية تحمل صورًا لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الأمريكي “جو بايدن”، وذلك في تحريض مباشر  من التنظيم لاغتيالهما.

 محرضًا على اغتيال آبي أحمد.. داعش يحاول التغطية على فشله بمهاجمة إثيوبيا

عناصر داعش يطلقون النادر على أشكال تدريبية تحمل صور آبي أحمد وبايدن ( أخبار الآن)

واعترف في نهاية الإصدار، بمقتل أبو عبد الله الجزاوي، أحد قادته المنحدرين من الجزيرة العربية، موردًا مقتطفات لكلمة سابقة سجلها خلال وجوده بمعسكر “حافظ سعيد خان”، والتي اعترف فيها صراحة بأن داعش في الصومال يعيش أوضاعًا صعبة وأن عناصره يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وفق تعبيره.

وألمح “الجزراوي” إلى أن التنظيم في الصومال يواجه حملة مجابهة قوية من أعدائه وعلى رأسهم جماعة الشباب، والحكومة الصومالية، بجانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تشن هجمات جوية ضد التنظيم من آن لآخر، حسبما جاء في الإصدار.