أنت كفو.. بـ”كاميرا خفية” أحرج “البرامج المليونية”

  • برنامج “أنت كفو”.. برنامج إنساني يُعرض في رمضان
  • خليل الديلمي- هو الأخ الأكبر في العائلة

يُقال في الأثر أنه “لا أعظم من الأخذ سوى العطاء”- يُمكنك أن تستمتع بما تأخذه من الآخرين “معرفة أو نصيحة، أو مال”، ولكن لن تُقارن بدرجة استمتاعك بما تقدمه أنت لهم، وهذا الأثر يُمكن التدليل على حقيقته عن طريق تطبيقه.

وللعطاء صور كثيرة، إحداها عطاء المال، وكذلك الوقت؛ للاهتمام بالآخرين. تخيل لو أنك جمعت بين الاثنين- هذا ما فعله خليل الديلمي.

في مشهد صورته “كاميرات خفية” تابعةٍ لبرنامج تلفزيوني في البحرين، ظهر الديلمي، في مقطع فيديو “قلّب” وسائل التواصل الاجتماعي رأسًا على عقب.. لما لا؟ وهو البطل الذي قضىّ سنوات عمره، راعيًا للأيتام، حتى بات يُطلق عليه “أبو الأيتام”.

برنامج “أنت كفو”.. برنامج إنساني يُعرض في رمضان 2022، عبر تلفزيون البحرين، ويسلط الضوء على شخصيات ساهمت بشكل إيجابي في مجتمعهم، وذلك لدعمهم وتشجيعهم بطرق لافتة.

استضاف البرنامج في حلقته الثالثة، في الرابع من أبريل، المهندس البحريني خليل الديلمي لعمله في رعاية الأيتام، والذي وُصف بأنه “قلب عظيم وكريم، ومن رقة قلبه لُقب بأبي الأيتام”.

في حلقة خليل الديلمي.. بدأ المشهد بتجربته سيارة -وُضعت بها الكاميرات “الخفية” دون علمه- ووثّقت مشاعره لحظة تكريمه بلافتات في الشارع، حملت صورته واسمه.

خليل الديلمي- هو الأخ الأكبر في العائلة، والذي اعتمد على نفسه في بداية حياته؛ اعتمادًا كليًا حتى بات من أفضل المهندسن في البحرين في مجال عمله.

خليل الدليمي.. أنت كفو

خليل الديلمي- هو الأخر الأكبر في العائلة، والذي اعتمد على نفسه في بداية حياته

قبل 10 سنوات، وبعد وفاة والده؛ قال لشقيقه “لماذا لا نفعل شيئًا للناس، وللشعب البحريني، وللفقراء”.. ومن هنا جاءت فكرة الجمعية الخيرية التي كان ترعى الأيتام على مدار السنوات العشر الماضية، ومنذ أن افتتح الجمعية، حاول قدر استطاعته أن يغطي جميع مناطق البحرين، ولم يفرق بين جنسية وأخرى، أو ديانة وغيرها.

بدأت الجميعة التي أسسها خليل الديلمي، بمساعدة الأسر المتعففة، حتى عام 2015 -حينها- قرر إنشاء قسم آخر خاص بمساعدة الأيتام، بجانب القسم الخاص بالأسر المتعففة.

ولأنه يُحب ما يعمل، فإن علاقته بالأطفال داخل الجميعة، علاقة أب بأطفاله- حسبما قالت إحدى موظفات الجمعية.

اللافت أنه بعد تكريمه كان تصريحه مقتضبًا: “الأيتام يستاهلون أكثر وأكثر، أنا بصراحة ما أستاهل، رب العالمين هو الذي أكرمني، أنا ولا شيء، كله من عند الله سبحانه وتعالى”- هذه الكلمات التي ساقها الله على لسانه تعبر بوضوح عن صدق إيمانه بما يفعل.

وبعد عرض الحلقة، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، اتفقت أغلب التعليقات على أن هذه البرامج هي الأهم، خاصة وأنها تُسلط الضوء على النماذج الإيجابية في المجتمعات العربية، منددين بتلك التي تتكلف عشرات الملايين من أجل “لا شيء”.

الإشادة بالحلقة، ليس فقط لنبل الضيف، خاصة وأن المجتمعات العربية بها بمئات الآلاف، بل ملايين الشخصيات الخيرية- وإنما لنبل غاية البرنامج التلفزيوني، في الوقت الذي تُصرف فيها مئات الملايين على برامج أخرى؛ لا تقدم قيمةً حقيقة للأوطان العربية، ولا حتى للإنسانية.