منتدى شباب العالم في شرم الشيخ تجربة متفردة وحلم عظيم آمن به شباب مصر

منتدى شباب العالم.. تجربة متفردة، وحلم عظيم آمن به شباب مصر؛ تحول لساحة من الإبداع والابتكار نحو تغيير الواقع وكتابة مستقبل أفضل يليق بالإنسانية.

المنتدى الذي يهدف إلى جمع شباب العالم لتعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، تأثرت أجندته بشكل رئيسي هذا العام بملامح الواقع الجديد بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) التي أثرت على حياة الملايين ببلدان العالم أجمع، كما انطلقت جميع الموضوعات من المحاور الثلاثة الأساسية للمنتدى، وهي “السلام والإبداع والتنمية”.

كشاب عايشت التجربة عن قرب، قرب ساحل البحر الأحمر في مدينة شرم الشيخ المصرية، يمكنني تلخيص تعريف المنتدى بالقول إنه منصة احتضنت الشباب من جميع دول العالم، ومهدت الطريق أمامهم لكسر حواجز الخوف ومشاركة صناع القرار في رسم مستقبل بلدانهم، وخلق مجتمعات فاضلة يتعزز فيها السلم، وينتشر فيها القيم الإنسانية، وينتهي فيها التعصب والصراع والفوضى.

وبالنظر إلى القضايا التي ناقشها المنتدى نجد أنه اهتم بمستقبل الطاقة، واستدامة الأمن المائي، والسلم والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، وكذلك إعلاء القيم الإنسانية من خلال مناقشة صناعة الفن والإبداع، وبناء عالم آمن وشامل للمرأة.

واقع عايشته بين الشباب من مختلف الجنسيات والدول يجعلني أقول إن مصر التي في شرم الشيخ خلال منتدى الشباب غير تلك التي عرفناها على مدار عقود.

فالحديث عن التجربة بشكل أعمق، يمكنني العودة إلى ليال قضيناها في منتدى شباب العالم شاهدنا فيها تفاعلات شبابية من جميع دول العالم، ومناقشات لأطروحات قضايا عالمية تهتم بالمناخ ومستقبل الاقتصاديات العالمية وعصور ما بعد الجائحة.

وقف عقلي للحظات يتخيل ما يجري، هل هذه هي مصر التي كانت تعاني منذ ٧ سنوات من موجة إرهاب كادت أن تعصف بها، والإرهاب هنا لم يكن ممارسات فقط، من قبل الإخوان وأعوانهم، بل كان أفكارا أرادوا بها النيل من شباب الوطن وزهرته.

أسرح بخيالي من بهاء المنظر فتزداد الأسئلة، هل هذه هي مصر التي قال عنها البعض انها في بداية طريق حرب أهلية لا محالة، قبل سنوات، حين تاجر البعض بالدين فأراد الوقيعة بين مكونات الوطن، تخيلت فوجدت دولة شابة مفعمة بالحيوية، شبابها يقودون المسير، ورئيسها يتفاعل بديناميكية شبابية، لا يكل ولا يمل في الإصلاح، انتفض مارد مواطنيها فشرعوا نحو البناء، تضارب في عقلي المشهدين بين مصر التي كنا نعيش فيها مشاعر الخوف والقلق والرهبة من مستقبل غير معلوم مع جماعة أرادت خطف الوطن وبين هذه الدولة القادرة الفتية، التي تمتلك جميع أدوات القوة وأجبرت عناصر الظلام على الانسحاب.

لو كان عقلي تخيل أن يوماً من الأيام سنقف نحن شباب مصر أمام رئيسها نحاوره ويحاورنا، نسأله ويجيب، ننتقده ويتقبل، بل يقول انتقدوني وأنا أجاوب وهذه سنة الحياة، تخيلات لم تكن تخطر على بال أشد المتفائلين، في شرم الشيخ وجدت مصر التي في أحلامي، دولة شابة، فتية، وجدت شباباً واعياً ناضجاً يحب الحب في قلبه لصالح مصر ولا أحد غيرها.

رأيت مصر الحاضنة لجميع المتضادات على أرض كانت ولا زالت أرضا للسلام، رأيت دولة قوية آمنة كانت تبحث عن أمنها وسلامتها قبل سنوات، حين أرادت تلك العناصر المتطرفة اختطافه، رأيت دولة تواصل اليوم البحث عن أمن وسلام دول العالم من خلال شبابها، الذي رفع يديه مرحبا بنظرائه من كل بقاع الدنيا.

أحببت مصر التي في شرم الشيخ هذا النموذج القوي للدولة القادرة بشبابها على مجابهة التحديات، المرحبة بكل الثقافات من مختلف الأقطار، الدولة التي جلس فيها شبابها مع الشباب من شتى أنحاء البسيطة ليناقشوا معا مستقبل العالم، وما يجابهه من تحديات وأخطار، وسبل الوقوف معا لتخطي تلك العقبات.

ثمة رسائل كثيرة وضعها شباب هذا المنتدى، بأن التطرف زائل لا محالة وأن الأوطان باقية، وأن الشباب سيلفظ جماعات الظلام مهما تفاقم خطرها، وأن الأمل باق ما بقيت الشعوب.