قبل انتخاب رئيسي جرت جولات من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة دون نتيجة حيال الاتفاق النووي الإيراني

  •  تضع إيران مبررات غير مقنعة لتأخرها في استئناف المحادثات الجدية
  • تحاول إيران أحيانا التحايل على الاتفاق من خلال التصريح عن استعدادها لاستئناف المحادثات

ينتظر العالم اتفاق واشنطن وطهران على استئناف المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي ولكن بقلق إذ يتوقع كثيرون أن الطريق للاتفاق على الاتفاق ستكون طويلة وصعبة. بعض المصادر الصحفية الأمريكية تعتبر أن الاتفاق لم يمت بعد لكنه قريب من ذلك.

قبل انتخاب الرئيس الإيراني الجديد جرت جولات من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة لكنها لم تصل إلى نتيجة ملموسة.

برنامج المراقبة الدولي على المنشآت الإيرانية النووية لم يعد فاعلا بعد أن رفضت إيران إصلاح الكاميرات التي تم تعطيلها ولم تعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادرة على معرفة تفاصيل ما يجري داخل هذه المنشآت.

بهذا تكون مراقبة الوكالة الدولية قد تراخت وهذا يسمح لإيران بالتحرك كما تريد دون خوف من أن تكون تصرفاتها مكشوفة.

الرئيس الأمريكي بدأ في أوروبا مشاورات مع حلفائه الغربيين قبل اتخاذ القرار النهائي بعد تلميحات من مبعوثه الخاص بإيران بان موقف الانتظار الأمريكي لن يبقى كذلك إلى الأبد وان هناك حدودا للصبر الأمريكي وأن واشنطن تعمل على تحضير الخطة البديلة في حال لم تتم العودة إلى الاتفاق لكن المبعوث الأمريكي لم يشر إلى طبيعة تلك الخطة أو إذا كانت بالاشتراك مع اطراف أخرى.

لا أحد يعرف ما الذي سيقرره الرئيس الأمريكي مع حلفائه الأوروبيين فهم يرغبون مثله بإحياء الاتفاق واحتواء المشروع النووي الإيراني ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي قد تهدد به جيرانها والمنطقة.

لكن الوقت ليس في صالح الولايات المتحدة خصوصا وأن إيران تنشط في تخصيب اليورانيوم خلافا لتعهداتها وفق الاتفاق.

من الواضح أن إيران تستغل هذه الفترة من الوقت الضائع باللعب على سياسة حافة الهاوية حتى آخر لحظة في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة استغلال الجهود الدبلوماسية حتى اللحظة الأخيرة.

لكن هل يمكن أن تكون نتائج هذه السياسة سواء الأمريكية أو الإيرانية مأمونة العواقب؟

الولايات المتحدة تسير على ما يبدو في سياستين متوازيتين الأولى الدبلوماسية والثانية الخطة البديلة التي قد تكون استخدام القوة العسكرية مع أنها لم تهدد باستخدامها بعد. لكنها وحلفاؤها يستعدون للخطة البديلة ولا بد أن اجتماعات الرئيس الأمريكي في أوروبا ستضع ملامح هذه الخطة وتضع الحد الذي تكون عنده أمور الاتفاق قد تجاوزت نقطة اللاعودة للقيام بالتحرك البديل.

في كل مرة تضع إيران مبررات غير مقنعة لتأخرها في استئناف المحادثات الجدية بشأن الاتفاق مع أن هذه المماطلة غرضها كسب الوقت فإنها ليست في صالحها فالرئيس الأمريكي جو بايدن لا يبدو مستعدا لقضاء كل فترته الرئاسية في انتظار الرد الإيراني.

وقد كانت هناك إشارات عديد من الجانب الأمريكي تحمل نوعا من التحذير لإيران بضرورة أن تحسم أمرها. وقد جاءت هذه التلميحات عبر تصريحات كل من المبعوث الأمريكي لإيران ومستشار الأمن القومي اللذين أوضحا أن الولايات المتحدة يمكنها منع إيران من امتلاك السلاح النووي حتى بدون الاتفاق.

تحاول إيران أحيانا التحايل على الاتفاق من خلال التصريح عن استعدادها لاستئناف المحادثات لكن الواقع العملي شيء آخر.

لا أحد يعلم إلى أين سيؤدي هذا الطريق الوعر الذي تسلكه طهران فالرئيس إبراهيم رئيسي ربما يعتمد على تأييد شعبي يعتقد أنه يكفيه لاتخاذ مواقف متصلبة.

تسلم الرئيس الإيراني منصبه رسميا منذ ثلاثة أشهر تقريبا لكنه لم ينته من تشكيل إدارته الجديدة إلا منذ فترة قريبة فقد كان التشكيل يؤرقه وهو يخشى أن اختياراته لن تحظى بتأييد البرلمان ولذلك ومن أجل كسب رضا البرلمان قام بتعيين الكثير من ضباط الحرس الثوري في مناصب مدنية رفيعة أو مناصب وزارية.

بهذه الطريقة يضمن الرئيس إبراهيم رئيسي تماسك حكومته في وجه الظروف القادمة ويضمن تأييد البرلمان لخطواته القادمة.

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن