إيران ما زالت تقطع المياه عن أنهر وجداول سيروان والكارون والكرخة والوند في محافظة ديالى

  • بساتين “شهربان” المشهورة بزراعة الحمضيات والرمان فقد انجرفت أغلبها وتحول بعضها إلى أراضي سكنية
  • إيران ما زالت تقطع المياه عن أنهر وجداول سيروان والكارون والكرخة والوند في محافظة ديالى
  • بحسب الأمم المتحدة، فإن 3,5% من الأراضي الزراعية فقط مزودة بأنظمة ري

كنت أكتب وأشكي بحال الأهواز وشعبها وما يفعله النظام الإيراني بهم من جفاف وتدمير الأراضي الزراعية والمواشي، ثم وجدت أن إحدى محافظات بلدي العراق تعاني أكثر مما تعانيه الأهواز والسبب أيضا النظام الإيراني الذي يقطع المياه عنها ولا يكترث للقوانين الدولية التي تخص المياه المشتركة.

ما لفت انتباهي إلى ما تعانيه محافظة ديالى، زميلة صحفية من المحافظة أكتفي بذكر أول حرفين من اسمها ” س ش” شاهدة على معاناة أهلها.

وقبل أيام كانت لها جولة من بغداد إلى ديالى، حيث روت لي بحزن وألم ما يحدث لديالى أم البساتين الفواحة بعطرها القداح

وعند وصولها غلى منطقة الصدور التي تعد من أهم المناطق السياحية في ديالى والتي كانت تستقبل مئات السياح تحولت من خضراء إلى قاحلة جفت مياه سدودها وماتت أسماكها.

وبعدها اتجهت إلى نهر ديالى فطلبت منها أن تصف لي النهر.

قالت: “لم يعد نهرا بل أصبح بركة تصب فيها مياه الصرف الصحي للمنازل والمستشفيات المجاورة له أي من بعقوبة القديمة و الجديدة”.

أما بساتين “شهربان” المشهورة بزراعة الحمضيات والرمان فقد انجرفت أغلبها وتحول بعضها إلى أراضي سكنية.

إلا تلك البساتين التي استطاع أصحابها النجاة من أزمة الجفاف من خلال حفر الأبار لري أراضيهم حتى وإن استطاعوا النجاة من ازمة الجفاف التي افتعلتها إيران فقد تمت محاربتهم بالفواكه المستوردة من غيران على حساب المنتج المحلي.

وزيارات وزير المواد المائية مهدي الحمداني المتكررة خلال الشهر الماضي تؤكد جدية الأزمة التي تمر بها محافظة ديالى،

حذر الوزير إيران بأن بلاده قد تلجأ إلى المحافل الدولية حال إصرار النظام على قطع الروافد المائية المشتركة عن مناطقه الشرقية، وعدم التعاون مع بغداد حيال الأزمة المائية وفق المواثيق الدولية، واتفاقيات تقاسم أضرار شح المياه الإقليمية.

في المقابل، طهران لم تبدي تجاوبا بحسب ما قاله الحمداني.

وأكد أن إيران ما زالت تقطع المياه عن أنهر وجداول سيروان والكارون والكرخة والوند في محافظة ديالى.

وتسبب هذا بأضرار جسيمة للسكان الذين يعتمدون بشكل مباشر على المياه القادمة من إيران.

المعروف أن نهر الوند ينبع من الأراضي الإيرانية، ويدخل العراق جنوب شرق مدينة خانقين، ويتجه شمالاً شاطراً المدينة إلى شطرين، قبل أن يلتقي بنهر ديالى شمال مدينة جلولاء. ويبلغ طول النهر نحو خمسين كيلومتراً، ويعتبر شريان الحياة لمدينة خانقين.

جفاف أنهر ديالى أصبح واضحاً بالعين المجردة

وبحسب الأمم المتحدة، فإن 3,5% من الأراضي الزراعية فقط مزودة بأنظمة ري.

في حين تواجه 11 قرية في حوض “الندا” التابع لناحية مندلي والتي تقع على بعد 93 كم شرق بعقوبة شرقي ديالى، خطر الجفاف بعد انعدام الإيرادات المائية في قناة مندلي، وانخفاض مناسيب المياه في نظام الصدود الإروائي.

وأهالي القرى لجأوا إلى حفر باطن قناة مندلي للحصول على المياه الجوفية لتلبية ولو جزء بسيط من احتياجاتهم الرئيسية للمياه، بعد عجزهم ماديا عن شراء المياه من السيارات الحوضية وبعد أن تجاوز سعر المتر المكعب من الماء أكثر من 5000 دينار.

كما تسبب انخفاض تدفق المياه من إيران إلى سد دربندخان بسبب قطع المياه من الجانب الإيراني وصل إلى 100 في المئة في اسوء أزمة بحوض نهر ديالى الذي انخفضت مناسيبه بنسبة 57 في المئة.

وأشار وزير المائية العراقية، الحمداني إلى ندرة هطول الأمطار أدت إلى انخفاض تدفق النهرين الرئيسيين في العراق إلى 50 بالمائة، مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن تحويل إيران لروافد نهر دجلة قد أدى أيضاً إلى تراجع التدفق إلى سد دربندخان في البلاد إلى صفر بالمئة.

وتفيد مصادر من داخل ديالى إلى أن بعض المزارعين فقدوا مواشيهم بسبب قلة المياه وآخرون لجأوا إلى بيعها بأسعار بخسة.

وفي أول تقرير رسمي لمفوضية حقوق الانسان عن جفاف محافظة ديالى أكدت تضرر أكثر من 700 الف نسمة.

ويؤكد أهالي ديالى أن ايران تتعمد قطع المياه لتجفيف أنهر ديالى وقتل أراضيها الزراعية ومواشيهان لتصدر الخضراوات والفواكه والأسماك للعراق