الهجوم على هيروشيما.. ماض دموي وعلينا اتخاذ قرارات صائبة وسلمية مستقبلاً

. الخلافات تقسم وتبعد الواحد عن الآخر
. احساس الطفل مختلف عن كل الاحاسيس الاخرى
. لايجاد حل لكل القضايا التي تجتاح عالمنا

رسالتي في الذكرى الـ76 للهجوم على هيروشيما

قبل أيام حلت الذكرى الـ76 لهجوم هيروشيما. لحظات مخيفة.. مرعبة.. تقطع أنفاسنا كلما تذكرناها. لحظات شاهدها العالم اجمعه على قنوات التلفزيون حيث رأى خطورة الانسان وخطورة افعاله. لحظات اكدت ان الماضي كان دمويا وأنه علينا اتخاذ القرارات الصائبة والسلمية في خطواتنا المستقبلية. لحظات دخلت التاريخ وأفهمتنا كيف أن الخلافات تستطيع تقسيمنا وتبعدنا الواحد عن الآخر.
وفي حين يتحدث البعض عن التغير المناخي وازدياد الحرارة حول العالم، يجدر بنا التحدث قبل كل شيء عن التلوث الذي تحدثه كل هذه الاسلحة النووية وأول مثال على ذلك هو الهجوم على هيروشيما.

عندما كان عمري 9 سنوات، اقترح علي وزير التربية التونسي ان اصبح صوت اذاعة وزارة التربية التونسية “تنوير” و ان اتحدث عن مواضيع شبابية بامكانها ان تعزز حب التعليم والثقافة لدى زملائي التلاميذ. كانت فرصة فريدة من نوعها فتحت امامي لانني كنت اريد مشاركة عدد كبير من المواضيع لا نراها بعض المرات في وسائل التواصل الاجتماعي او في الاعلام بسبب تراكم الاحداث اليومية، احداث كانت تعيد فرحة الحياة والبهجة والتفاؤل. قررت حينها ولاجل تحضير القمة العشرين ان اتجه في زيارة رسمية الى اليابان. كنت اريد ان لا يتوقف صوتي فقط على مستوى القارة الاوروبية والشرق الاوسط والوطن العربي، بل ان يذهب الى مناطق ابعد. المواضيع التي كنت اناقشها، مواضيع السلام، لم تكن مواضيع مربوطة بقارة او منطقة محددة بل كانت قضايا دولية وعالمية.

 

رسالتي في الذكرى الـ76 للهجوم على هيروشيما

رسالة خاصة الى الرئيس الفرنسي

قبل لقاءاتي الرسمية، اردت زيارة هيروشيما. كنت قرأت الكثير عن هذه الحادثة المرعبة ودرستها في المدرسة وتأثرت بالمشاهد المخيفة والبشعة التي رأيتها في انفجار القنبلة النووية على المدينة اليابانية. حيث قتل حوالي مائة وخمسين الف شخصا بين نساء ورجال وعائلات. اردت زيارة مكان الانفجار و لكن ليس فقط كزيارة شخصية أرى خلالها بعيني الدمار الذي عاشته هيروشيما. اردت ان اقوم بخطوة بامكانها ان تكون خطوة لاجل الشباب نحو السلام. سجلت شريط فيديو توجهت فيه برسالة خاصة الى رئيس الجمهورية الفرنسية إذ كان سبق وتواصلت مع سيادته، وعبرت له في الفيديو عن احساسي كطفل بزيارة مكان الانفجار الذي خطف ارواح الآلاف من الناس، احساس الطفل مختلف عن كل الاحاسيس الاخرى. كان الفيديو قصيرا جدا لكنه حمل رسالة مهمة، رسالة بامكانها انقاذ العالم لانها تدعو الى الاتحاد والى التجمع يدا بيد لايجاد حل لكل القضايا التي تجتاح عالمنا.

رسالتي في الذكرى الـ76 للهجوم على هيروشيما

كما كنت قد زرت قبل سنوات بيرل هاربور في جزر هاواي المكان الذي فقد فيه 2400 شخص الحياة و كانت القصة نفسها، حروب تقضي على ارواح البشر لأجل الدفاع وتكتب بالحبر الاسود في كتب التاريخ ويبكي عليها الجمهور بعد عقود وقرون. الفيديو الذي سجلته كان فيديو لاجل الشباب، رسالة تسامح. خلال زيارتي في اليابان، طبعا زرت سعادة السفير الفرنسي و لكن دخلت كذلك لاول مرة سفارة إماراتية والتقيت بسعادة السفير خالد العامري، تحدثنا عن الفيديو وعن الخطوات القادمة لاجل السلام، خطوات علينا ان نقوم بها مع الشباب.. عاش السلام.