إثارة الفتنة واشعال الطائفية في العراق

تسعى مجموعات مسلحة منفلتة إلى اثارة الفتنة واشعال الطائفية في العراق من خلال التحريض على هدم مرقد ابو حنيفة النعمان الواقع في منطقة الاعظمية وسط بغداد عاصمة العراق، أبو حنيفة الذي يعد احد ابرز علماء المسلمين وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الاسلامي، يعتبر مرقده من ابرز معالم بغداد، يضم المسجد ايضا كلية العلوم السياسية ومقر المجمع الفقهي “أكبر مرجعية دينية لأهل السنة” اغلب سكان منطقة الاعظمية يقصدون ابي حنيفة لاداء الصلاة.

من هنا وهناك خرجت اصوات نشاز، هذه الاصوات نسمعها كل 4 اعوام، تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات، دعوات مغرضة انتشرت على مواقع التوصل صدرت بحسب وزارة الداخلية من حسابات مجهولة وغير معروفة لكنها اثارت غضبا وجدلا، تلتها دعوات من ناشطين ومدونين على صلة بفصائل مسلحة وجهات تابعة لإيران لهدم معالم تراثية عراقية وتاريخية مثل نصب أبي جعفر المنصور بُحجة ” الخلافات التاريخية مع الامام جعفر الصادق” نذكر أن عام 2005 تم استهداف رأس أبو جعفر المنصور بعبوة ناسفة لكن حكومة العراق اعادة بناءه.

ثم طالت الدعوات ايضا تدمير بعض المعالم الاخرى مثل “نصب شهريار”

الشيخ الدكتور احمد الكبيسي ،وجه رسالة صوتية إلى الرئاسات الثلاثة في العراق مطالبا باتخاذ موقف ومشيرا إلى انه لم يسمع حتى الان تنديدا واحد من الحكومة العراقية، الرسالة الصوتية كانت بنبرة حزن وغضب خوفا على العراق الذي يسعى المغرضون لتدميره ، الشيخ احمد الكبيسي ذكر الحكومة بأن المرقد ليس لسنة العراق فقط بل هو للامة الاسلامية، ويجب الحفاظ عليه وابعاده عن الصراعات السياسية.
الكبيسي تسائل ماذا لو كانت هذه الدعوات جاءت ضد الامام موسى الكاظم “ع” لقامت الدنيا ولم تقعد، لكننا اليوم نشاهد الصمت يخيم على الحكومة والمسؤولين السياسيين سنة وشيعة ولم يصدر منهم تصريح يندد وينتقد سوى خروج قوة من الجيش احاطت بالمرقد تحسبا من تدميره وبحسب الشيخ الكبيسي فان هذا الصمت هو خوفا من النطام الإيراني ولكسب رضاهم.

ثم وجه دعوة خاصة إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للتوجه والصلاة في مرقد إبي حنيفة النعمان كما دعا كل رجال الدين من الشيعة والسنة إلى الصلاة في المرقد، لتكون رسالة واضحة ضد اصوات النشاز.

الشحن الطائفي والعمل على زرع الفرقة بين العراقيين، حدث يتكرر كل 4 اعوام، وليس جديدا لان السياسيين العراقين ادركوا انها اداة سهلة وتثير الشارع وتقسمه.. هذه الافكار يغذيها النظام الايراني الذي مزق اوصال العراق وزرع الفتنة الطائفية وخلق الميليشيات وسلح جماعات منفلتة ومرتزقة يبحثون عن المال من شتى الطرق..

يعيش العراق هذه الايام اموراً غريبة وعجيبة لا تخطر على بال أحد فمن كان يفكر يوما أن يأتي يوم نسمع فيه هناك من يطالب بهدم أبو حنيفة النعمان أو تدمير أبو جعفر المنصور مؤسس الدولة العباسية، امور تختلقها جماعات تريد الفوضى في العراق.

هل فشل الكاظمي؟

يمر العراق بأخطر مراحله التاريخية، بسبب التداخلات الخارجية وخاصة تدخل النظام الإيراني السافر الذي اسقط هيبة الدولة من خلال دعمه للميليشيات وتزويدها بالمال والسلاح حتى وأنها اصبحت غير قادرة على السيطرة عليها، فهذه الجماعات اصبح لها طرقها في الحصول على المال من خلال عمليات غسيل الاموال والكازينوهات ولعب القمار وتجارة المخدرات التي باتت رائجة في العراق بشكل كبير، هذه الميلشيات سيطرت على المنافذ الحدودية واستطاعت من خلال ادخال المخدرات والسلاح واصبحت تدرك اللعبة جيدا ومن الصعب السيطرة عليها، يعمل الكاظمي في الفترة الاخيرة جاهدا من اجل السيطرة على الاوضاع لكنه فشل في ذلك خاصة بعد ان تمت تبرئة قاسم مصلح المتهم بقتل المتظاهرين وكانت هناك أدلة كثيرة تثبت ذلك بل وحتى اسر المغدورين خرجوا عن صمتهم وقالوا إن مصلح متهم، لكن الكاظمي والقضاء العراقي رضخوا لتهديدات الميليشيات وتم الافراج عن مصلح لعدم كفاية الأدلة.

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن