خبر حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد جاء مثل الصاعقة على العراقيين… حزن وألم ونقمة على الخدمات الصحية البالية, والواقع المتردي منذ سنين. 

تلقيت الخبر مثلهم واصابني الحزن والقهر على بلدي الذي يصبح ويمسي على مصائب ..قتل، وخطف، وحريق، وتماس كهربائي، وميليشيات, وغيرها.
الحادث تلاه تراشق بالاتهامات.. هل هو تقصير في العمل، أم سوء خدمات وواقع صحي متهالك يرثى له… 
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنة، أنه على الرغم من كون التحقيق في بداياته , وأن الخبير في مجال تحديد الحرائق لم يقدم للأدلة الجنائية تقريره حتى الآن, إلا أنه من المستبعد أن يكون الحادث بفعل فاعل، مضيفا أن تقارير الدفاع المدني تشير إلى أن الحريق حدث بسرعة كبيرة , وانتشرت النيران في أغلب الطوابق خلال 3 دقائق، وأن أول فريق للإطفاء من الفرق الخاصة بالدفاع المدني وصل خلال 3 دقائق ونصف الدقيقة لمكان الحريق..! اذا الفريق وصل بهذه السرعة… لماذا كانت الحصيلة اثنين وثمانين شهيدا والنيران التهمت المشفى بالكامل.

أما تشخيص فرق الدفاع المدني فقد بيّن أنه كان هناك تقصير في أخذ الاحتياطات اللازمة ضمن تعليمات الدفاع المدني، والمديرية أكدت في تشخيصها أيضاً:

– عدم وجود منظومة إطفاء ذاتي 
– عدم وجود منظومة إنذار مبكر
– عدم وجود خفارة للدفاع المدني وغيرها.
– إضافة إلى استخدام مواد سريعة الاشتعال من البنى التحتية للمستشفى كالسقوف الثانوية , وكل ذلك ساعد على سرعة انتشار النيران.
أما تشخيص رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب العراقي قتيبة الجبوري , فقد بين أن مبنى مستشفى ابن الخطيب متهالك ومخصص للعزل الصحي لعلاج كورونا , ويضم أكثر من 200 مصاب..مشيرا إلى أن أحد المواطنين استخدم جهاز تدفئة كهربائي أو استخدم الزيت مع قناني الأكسجين، وهذا التفاعل أدى إلى انفجار كبير، كما أشيع.
الجبوري القى الوم أيضا على إهمال كبير بسبب تواجد عدد كبير من المرافقين للمرضى , وهذا ما تتحمله منظومة الحماية الموجودة في المستشفى..
في القرن الواحد والعشرين في عصر التكنولوجيا والتقدم، ومستشفيات العراق لا تحتوي حتى على منطومة أنذار مبكر..أو منظومة أطفاد ذاتي والتي اصبح العالم يضعها في منازل المواطنين العادية للتحذير من نشوب حريق.
اثنان وثمانون شهيدا راحوا ضحية الفساد المستشري في وزارة الصحة … بدقائق معدودة تحولت اجسادهم إلى رماد..مصابون بفيروس كورونا،، كانوا يعدّون أياما للتماثل للشفاء, لكن صدورهم خنقها الدخان الاسود وحرقت قلوبهم ألسنة النيران التي شوٌهدت من الشبابيك والابواب..فيما تسارع العراقيون لانقاذ من لا يزال على قيد الحياة،،وتشير الأنباء إلى أن عائلات بأكملها راحت ضحية الحريق, ولا يزال ينتظر أخرون جثثا متفحمة،حرقها فساد مسؤولي وزارة الصحة الذين تولوا مناصبها منذ عام الفين وثلاثة ولغاية الآن.
فترة وزيرة الصحة عديلة حمود كانت الأسوأ بحسب تقارير مسربة, حيث نخر الفساد الوزارة في فترة توليها إدارة الوزارة, وأصبحت مرتعا لأهلها وأقربائها بالإضافة إلى عقود الفساد المالي والإداري، أبرزها عقد الأحذية الطبية بقيمة 900 ملايين دولار، حيث بلغ سعر الحذاء البرتغالي  (27) دولاراً،،،في حين لا تساوي قيمته في العراق أكثر من دولارين. 
ملايين هدرت كان من الممكن أن ترمم بها عدد من المستشفيات والمراكز الصحية المتهالكة،لكن الفساد كان أكبر من اهتمامهم بالمواطن.
تسريبات أخرى تحدثت عن وجود صفقة فساد بقيمة 8 ملايين دولار تابعة لشركتي ميديا وكوفيا المرتبطتين بأحد أعضاء لجنة الصحة البرلمانية, بحسب مصادر من مكتب الوزيرة , بعمولة قيمتها (15%) لتجهيز الوزارة بمستلزمات طبية وأدوية ذات جودة رديئة … أما كفانا ذر الرماد في العيون!
الفساد في العراق لا مثيل له في العالم , ولم يعد حالة استثنائية،  إنما أصبح قاعدة تسير عليها الوزرات والدوائر، بل ويستخدم كسلاح في معركة السيطرة على الكراسي, وتقسيم الثروات, ولم يعد أمرا سيئا بل بات صفقات تجارية تتنافس عليه الاحزاب والتيارات. 
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن