شبابنا العربي يمر عبر فترات صعبة”.. كم من مرة سمعت هذه الجملة في حياتي : سواءا خلال مقابلاتي بكم أصدقائي الأعزاء او خلال لقاءاتي الرسمية او قرأتها عندما استيقظت في الصباح في وسائل التواصل الاجتماعي او قرأتها في الجرائد قبل ان اذهب الى المدرسة او الجامعة.

كفانا إخواني و أخواتي من ترويج هذه الفكرة فالعالم اجمعه يمر عبر فترات صعبة في الحياة و هذه الفترات هي التي تكوننا و تؤهلنا للمستقبل.

سعدت كثيرا عندما تمت تسميتي أول مرة قبل سنوات بدرجة سفير و أصبحت أصغر سفير في العالم و قد يظن البعض انني فرحت لانني قد نلت تقديرا او تكريما، الحقيقة انني فرحت لأنها فرصة عظيمة في الحياة أن تكون سفيرا.

عرفت ان هذا اللقب سيمكنني من اكون قريبا منكم، بينكم و واحدا منكم أصدقائي.

لا يوجد أي فائدة في أن تكون سفيرا ان لم تكن تنقل صوت و رسالة بلادك و أهلك..

 

رسالة خاصة حول "الحرقة"

الشاب السفير أمير الفهري في المدارس الفرنسية في لوس انجلس سنة 2017

 

عندما وصلت بين أيدي رسالة التكليف الرسمية، رفعت عيني الى السماء و سألت نفسي “لدي فرصة تاريخية كي أحقق انجازا لوطني و لشباب بلادي الغالية، كيف استفيد من كل لحظة مستقبلية لتحقيق حلم الوطن العربي”.

فهمت انني لن أستطيع ان أقوم بخطوة واحدة دون أن أئتي لمقابلتكم لأن ميزتي كانت عمري و كي أستفيد منها فعلينا أن نتجمع كشباب، من نفس الفئة العمرية، و ننقل آراءنا لأجل العلم و المعرفة.

بدأت في تونس و زرت المدراس في العاصمة و ثم في الولايات القريبة و ثم في الجنوب، كان كل لقاء يعلمني درسا جديدا لأنني كنت أرى أن شبابنا لديه كل الأمل و الطاقة و الأفكار و خاصة الأفكار.. كنت ألتقط فيديو مع تلاميذ كل مدرسة أزورها و كان كل فيديو فريدا من نوعه.

 

رسالة خاصة حول "الحرقة"

أمير الفهري في احد زياراته لمدارس تونس

رحلتي مع الشباب دامت سنين عديدة و وصلتني الى المدارس في لوس انجلس و بيروت و بابيتي و هونغ كونغ و هانوي و طوكيو و كيغالي و الموصل.. كانت لقاءاتي تكسب النجاح عالميا لدى الرأي العام لأنني كنت أنقل الى العالم أجمعه و الى كبار المسؤولين كلمة بعد كلمة ما كنتم تخبروني.

الكثير منا يظن اليوم انه ليس هناك مستقبل في الوطن العربي و العديد منا يفكر كل لحظة من حياته في مغادرة الوطن العربي و لو كان ذلك بال”حرقة” و ذلك رغم صعوبة مغادرة أهله و عائلته و أقاربه.

 

رسالة خاصة حول "الحرقة"

أمير الفهري خلال القاءه لمحاضرة

 

أتفهم ذلك الاحساس لكن بعد ما مررت بكل المدراس التي زرتها و التقيت بكل من قابلته و كسبت عددا هائلا من الأصدقاء من بينكم، أصدقاء سوف يرافقون كل الحياة، انه من واجبي ان اعلمكم انه خطأ كبير في وصف الوطن العربي ب”وطن لا توجد فيه الفرص”.

أنا كذلك شاب تونسي ترعرت في أراضي الوطن الغالية و أقسم لكم أصدقائي الأعزاء ان تلك الأراضي الخضراء كل يوم تعيش في دمي و لا أستطيع ان اعيش يوما واحد دون أن اتذكرها و أتذكر ابتسامة بائع الغلال عبدالحميد، أو صاحب العطار حسان أو بائع عصير الليمون السيتروناد التونسية سيف الدين.

الأحداث التي عشتها في تونس هي التي كونتني و جعلتني أكون “أنا” و كل شخص منا له شخصية فريدة من نوعها و له “أنا” خاصة به. أقترح ان يطرح كل واحد منا على نفسه سؤالا واحدا “من أنا ؟” و سوف ترون أن لكل منا قصة و ان لم نكن قد مررنا عبر المراحل التي عبرنا عبرها في الحياة فلما كانت الحياة لذيذة كما هي.

كما قلتها، لدينا الأفكار و الكثير من الأفكار و نظن ان الفرص ليست الموجودة و لكن ما لا يعلمه الكثير منا “الفرص لن تأتينا بأنفسها”.

علينا ان نخلق نحن الفرص و ذلك ما فعلته كل الشعوب لأجل الوصول الى القمم.

إفتحوا شبكة الانترنت و سوف ترون انه من كهف نستطيع ان نصل الى العالمية لو كانت معنا الارادة و العزيمة.”