ببرودة أعصاب وهدوء… ردّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على استعراض ميليشيات “ربع الله” العسكري وسط بغداد، قائلا: إنها محاولة بائسة لإرباك الوضع في العراق..مشيدا بدور الجيش العراقي الذي قال عنه إنه الأقوى الان من الماضي بكثير، وسيستعيد قوته وسيفرض الأمن على كل الأراضي العراقية..في اشارة الى أن الجيش سيفرض هيبته على الشارع وهو من سيدحر الميليشيات … لكن السؤال الأبرز هنا كيف سيستطيع الكاظمي فرض هيبة الدولة في هذه الفترة القصيرة قبيل الانتخابات المقرر اجراؤها في اكتوبر المقبل..وفي ظل تحديات سيطرة الميليشيات على الشارع والسلاح المنفلت وتعنت الأحزاب الموالية لإيران, والتي تعتبر الكاظمي عدوا لها.. 

استعراض ميليشيات “ربع الله” تزامن مع القمة العربية الثلاثية التي كان من المقرر انعقادها مع كل من الاردن ومصر لكنها تأجلت بسبب حادثة تصادم القطارين في سوهاج المصرية..

الانفتاح الذي يسعى اليه العراق مع الدول العربية كالتحضيرات للقمة الثلاثية وزيارة وزير خارجية قطر إلى بغداد، وكذلك الاجتماع الافتراضي بين الكاظمي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز, أزعج الجارة إيران، ما دفعها على تحريك اذرعها في الشارع لشن حملة ممهنجة اعلامية واستعراضية ضد الكاظمي,  معتبرة أن هذه الزيارات لا تجدي نفعا للعراق، فالنظام الإيراني يسعى لأن يبقى العراق معزولا مخدرا، لتستطيع ان تتحكم بمقدراته السياسية والاقتصادية بل وحتى الفكرية..

ولم يستبعد محللون سياسيون أن يكون توقيت خروج هذه المليشيات في استعرض همجي إلى شوارع بغداد , هو لعرقلة مشروع “المشرق العربي” الذي كانت تهدف له القمة الثلاثية… الاستعراض حمل شعارات والأصح اوامر وإملاءات على حكومة الكاظمي تنفيذها أبرزها اعادة “سعر صرف الدولار “..هذا المطلب الذي تسعى اليه إيران بسبب الحصار المفروض عليها من الولايات المتحدة, فالعملات الاجنبية تهرب لها من العراق عبر ميليشياتها والاحزاب الموالية لها.  

ماذا قال الخبراء حول هذا الموضوع ؟

الخبير الاقتصادي العراقي سلوان الجميلي أكد أن أحزاب وميليشيات تحاول ثني الحكومة العراقية عن الاستمرار برفع دعمها عن الدولار الأمريكي مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط.

وأكد أن رفع الدعم عن الدولار تسبب بأضرار كبيرة للاقتصاد الإيراني الذي كان يستفيد من الدعم لبيع بضائعه في السوق العراقي قبل أن يتسبب القرار الحكومي العراقي بخسائر كبيرة للمصدر الإيراني…أضاف الجميلي أن تهريب العملة الذي قضى عليه رفع الدعم عنها, سبب خسائر أخرى كبيرة للاقتصاد الإيراني الذي كان يشتري العملة الأمريكية الرخيصة بسبب الدعم , ويستفيد من فرق السعر الكبير الذي يصل إلى عشرين في المئة من قيمة تلك العملة.

الجميلي اعترف ايضا أن رفع الدعم عن العملة العراقية له أثار مزعجة للمستهلك بسبب ارتفاع الأسعار المؤقت، لكن له آثار ايجابية من ناحية دعم الصناعات المحلية وجعلها قادرة على منافسة المصدرين الأجانب، وإيران من أكبر هؤلاء المصدرين.

اما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر, والذي تسيطر كتلته ” سائرون ” على البنك المركزي فقد اعلن في تغريدة له عبر تويتر بعد استعراض الميليشيات , أن قرار رفع أو خفض صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي يترك إلى المتخصصين بهذا الشأن، ودعا الحكومة العراقية إلى الحيلولة دون رفع الأسعار في الأسواق من التجار.. أي لم يتفق مع مطلب “ربع الله” بخفض سعر صرف الدولار..

في الاستعراض ايضا رفعت الميليشيات صور أحمد أبو رغيف وكيل الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية التي تكن له كل الحقد والانتقام, والسبب بحسب سياسيين هو الحملات الأمنية التي تشنها الأستخبارات ضد هذه الجماعات المتهمة بتجارة المخدات وتهريب الاموال والاغتيالات والخطف… فقد رفعت الميليشيات صوره وارسلت له تهديدا واضحا.. في محاولة منها لارسال رسالة بأنها القوة التي تسيطر على الشارع , ومن يتعرض لها سيكون مصيره محتوما.  

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن