احتجاجات تجتاح العراق مجدداً.. مسقط رأسها مدينة الناصرية أو ما تسمى بمدينة “الشعراء”…شعراؤها الذين تحول شعرهم من الغزل والمديح بنخيل الناصرية الى نعي شهدائهم وأيتامها والشكوى بسوء حالها واحوالها ..وشبابها لم يخرجوا للشوارع بطراً ولا مرحاً..

تظاهروا ليطالبوا بأبسط الحقوق التي يمتلكها أي مواطن عادي في بلده… فرص عمل وكهرباء وخدمات اساسية وأمن وامان وحرية التعبير، فيا لها من حكومات وعلى مر السنين لا تستطيع ان توفر هذه الخدمات ولا حتى تستثمر ثروات العراق لصالح ابنائه.

استئناف الاحتجاجات قبل ايام لتشمل الى جانب الناصرية البصرة والديوانية والنجف..وحتى بغداد، ما هي الا رسالة واضحة للحكومة مفادها أن الثوار لن يسكتوا عن الغبن الذين يتعرضون له ، وأن حقن التخدير لا تنفع معهم فالظروف الصعبة التي يعيشها العراق جعلت من شبابه أكثر وعيا، وفتحت أعينهم على ما يدور حولهم، لذلك نجدهم اليوم يضحون بأنفسهم ويتحدثون دون خوف رغم علمهم أنهم سيدفعون ثمن كلمتهم ارواحهم..

شعاراتهم تقول إن الاحتجاجات التي اسقطت حكومة عادل عبد المهدي تستطيع ان تقلع حكومة مصطفى الكاظمي،، فالاخير جاء ثمرة احتجاجاتهم ودمائهم لكنه وبعد مرور نحو ستة أشهر لم يقدم لهم ولو جزءا بسيطا من مطالبهم، فلا تزال حكومته تتحدث بشفرة “الطرف الثالث” الذي يقتل ويغتال بصمت ولم تفصح عنه وهي الحكومة التي وعدت بالكشف عنهم ومحاسبتهم..وحصر السلاح المنفلت بيد الدولة, وهذه من أبرز وأهم الأساسيات التي تعيد للدولة هيبتها..لكن حكومة الكاظمي وخاصة بنظر الثوار فشلت في اداء مهمتها في الكشف عن هوية الطرف الثالث, بل وحتى فشلت في الافراج عن مختطفين على ايدي الميليشيات،،اخر الامثلة هي “سجاد العراقي” الذي اختطف في الناصرية وتعهد الكاظمي بتحريره وارسل قوة خاصة تبحث عنه بمساعدة جهاز مكافحة الإرهاب..القوات عادت إلى مواقعها وسجاد لم يعود.

جميع العراقيين اصبحوا على علم بمن هو الطرف الثالث…هم الميليشيات المدعومة من إيران ومن جهات سياسية واحزاب عراقية ولائها لطهران وليس لبلدهم الأم،،هذه الميليشات او ما تسميهم الحكومة “الطرف الثالث” عمدت الى  تصفية كل من يرفض التدخل الإيراني في العراق، هذه الميليشيات هي من تتحكم بساسة البلاد وحتى بعلاقاته الخارجية،،وخير دليل على ذلك استهداف السفارة الامريكية المتكرر من دون حساب أو عقاب لترضية إيران، فكيف ستكون للدولة هيبة وهي تعرف من يقتل ويقصف وتقف مكتوفة الايدي حائرة،، تهاب اعتقاله،،

وبما أن حكومة الكاظمي علمت جيدا أن الثوار على يقين بأن حكومته مثل سابقتها،،اتجه الى سلك طريق اخر, الطريق الجديد بحسب ما وصلني من معلومات من عدد من المقربين منه،، أن المستشارين نعيم الكناني وكاظم السهلاني يعملان على حضّ المتظاهرين للانتماء إلى حزب” المرحلة” بزعامة الكاظمي وتعيين عدد من الشباب المتظاهرين من المحافظات،على ملاك رئاسة الوزراء، لكسب ولائهم وعائلاتهم من اجل كسب اصواتهم في الانتخابات المقبلة..حزب “المرحلة” فتحت قريحة المدونين والناشطين لانتقاد ما يفعله الكاظمي ومستشاريه واستغلالهم للمتظاهرين،،لصالح الانتخابات المقبلة..

 

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن