مقال رأي

 

مع تفشي وباء فيروس كورونا الذي كشف أكاذيب الصين التي أودت بمئات الآلاف من الأرواح حول العالم، ظهر الوجه الحقيقي لبكين وسقط قناعها.

بعد محاولة هجوم مباغت وسريع، قام الحزب الشيوعي الصيني باستعراض عضلاته واستهدف جيرانه والغرب أيضًا بشكل عدواني.

وفي بيئة غير مسبوقة وبالتزامن مع الانتخابات الأمريكية المقبلة، تنتهز الصين الفرصة لتعزيز أهدافها الشريرة الشائنة.

في البداية وقبل كل شيء، تركز الصين على استعادة الأراضي التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الدولة الصينية.

لذا، في حين أنه تم توثيق الاستيلاء غير القانوني على هونغ كونغ على نطاق واسع، فإن موقف بكين العدواني ضد تايوان لم يشكل مسألة ملحة، وهو بالفعل خطأ، وعلى المجتمع الدولي تحذير الصين من محاولة فعل أي شيء ضد تايبيه.

البلد الوحيد التي شعرت بخطورة التهديد الصيني هي الولايات المتحدة، وهي حليف قديم لتايوان، وكدليل على ذلك، زار وزير أمريكي تايوان مؤخرًا للتعهد بالدعم الثابت لتايبيه، لكن الصين لم تتقبل ذلك.

أولاً، هاجمت مجموعات القرصنة المرتبطة بالحكومة الصينية ما لا يقل عن عشر وكالات حكومية تايوانية وحوالي 6000 حساب بريد إلكتروني لمسؤولين حكوميين وقامت بسرقة بيانات مهمة.

ثانيًا، وخلال زيارة وزير الصحة الأمريكي أليكس عازار، أرسلت الصين طائرات مقاتلة عبر الخط الأوسط في مضيق تايوان، وهو ما قالت تايوان إن طائراتها الحربية حذرت منه، علما أن الخط الأوسط لمضيق تايوان يشكل خطاً فاصلاً غير رسمي، لكنه يحظى باحترام كبير بالنسبة لبكين وتايبيه.

ثالثا، لتوضيح الأمور بشكل واضح، قال مسؤول صيني: “قضية تايوان هي القضية الأكثر أهمية والأكثر حساسية في العلاقات الصينية الأمريكية”.

وأضاف: “تحتاج الولايات المتحدة إلى وقف جميع الاتصالات الرسمية مع تايبيه، لتجنب إلحاق أضرار جسيمة بالصين والولايات المتحدة، فضلا زعزعة الاستقرار في مضيق تايوان”.

الصين لا تتوقف عند تايوان فحسب، أنها تستهدف اليابان أيضاً.

في الحقيقة، بكين مصممة على أخذ جزر سينكاكو من طوكيو، حيث استيقظت اليابان مؤخرًا على التهديد العسكري الصيني، الذي سرع هو والاستفزازات الصينية في صحوة الجيش الياباني على خطورة هذا التهديد.

ويريد الجيش الياباني الآن أن يكون جاهزًا لوضع القوات في المعركة، كما قررت اليابان تسيير دوريات يومية لمراقبة الطائرات العسكرية الصينية ومهاجمة جميع الطائرات العسكرية الصينية التي تطير من قاعدة جوية في فوجيان.

المنطقة الأخرى التي تتوسع فيها الصين بقوة هي بحر الصين الجنوبي، إذ إنه ووفقًا لإدارة ترامب، فإن مزاعم بكين بامتلاك معظم بحر الصين الجنوبي هي مزاعم غير قانونية بموجب القانون الدولي.\

قامت الصين بمضايقة الحلفاء والشركاء الإقليميين من خلال ما يصل إلى 2.6 تريليون دولار من عائدات النفط والغاز البحرية المحتملة.

وتكثف الولايات المتحدة جهودها لتقويض الأنشطة العسكرية المتزايدة للصين في الممر المائي الاستراتيجي، وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن الولايات المتحدة تجهز قواتها وتنشرها في آسيا استعدادًا لمواجهة محتملة مع الصين.

كما زادت الصين من حدة الانتقادات ضد المعارضين في الغرب.

على سبيل المثال، يُشتبه في قيام بكين بتنظيم حملة لقمع النقاد البارزين الذين يعيشون في المملكة المتحدة ومنعهم من التحدث علانية ضد الحزب الشيوعي الحاكم من خلال مضايقتهم وترهيبهم ومراقبتهم أثناء وجودهم في المملكة المتحدة.

لدى الصين أيضا أداة جديدة لمطاردة الهاربين، وهي رفع الدعاوى القضائية في أمريكا للضغط على المغتربين للعودة إلى الوطن ومواجهة تهم فساد.

في سويسرا أيضًا هناك اتفاق يسمح لعملاء الأمن الصينيين بدخول الاتحاد الكونفدرالي ومطاردة المهاجرين الصينيين “غير الشرعيين”، ومعظمهم من المعارضين في الواقع.

عادت الصين أيضًا إلى تقنيات التجسس الكلاسيكية، مثل الاستخدام المتزايد “مصيدة العسل” (مصطلح يطلق على المهمات الخاصة التي تنفذها نساء، وتتمثل في التقرب من الشخص المستهدف وتصفيته أحيانا) للتجسس على الشخصيات البريطانية البارزة، بما في ذلك أحد نواب رئيس الوزراء بوريس جونسون عندما كان عمدة لندن. هل هي صدفة أم لا؟ منعت مدينة لندن الخاص بتايوان في موكب اللورد مايور.

تحولت الصين أيضًا إلى تكتيكات الضغط، وأصبح النظام الشيوعي يستخدم بريطانيين بارزين من أصل صيني لتعزيز مصالح الصين، وأجرى اتصالات مع رؤساء الوزراء السابقين والحاليين ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون.

ومن قبيل الصدفة، قامت وزارة الخارجية البريطانية بتمويل جزئي لمنظمة متهمة بمساعدة آلة الدعاية الشيوعية في التهرب من الرقابة الغربية.

وأخيرًا، اتهم تقرير رسمي حديث عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي بتدبير “حملة سرية للتلاعب بأعضاء البرلمان”، في الوقت نفسه، تواصل الصين دبلوماسية المحارب الذئب، وتهدد القوى العالمية.

حذرت الصين المملكة المتحدة من أنها “ستتحمل العواقب” إذا استمرت “في السير في الطريق الخطأ” بعد أن أعلنت بريطانيا تعليق معاهدة تسليم المجرمين مع هونج كونج.

كما أن الحفاظ على صورة الصين الجيدة لها أهمية قصوى بالنسبة للحزب الشيوعي، ويعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أداة مفضلة لدى بكين، حظر موقع يوتيوب في الربع الثاني من هذا العام 2596 حسابًا مقارنة بـ 277 حسابًا فقط في الربع الأول، الروايات الصينية قالت إن هذه الحسابات تشارك في “عمليات تأثير منسقة” بشأن القضايا السياسية.

كما استخدمت بكين حصتها من “الحمقى المفيدين”، إذ إنه وعلى سبيل المثال، نجحت الصين مؤخرًا في تنظيم رحلات لأعضاء الصحافة الإسلامية لمواجهة مزاعم الانتهاكات الجسيمة ضد مسلمي الإيغور.

الصين في حالة حرب كاملة لاستعادة إمبراطوريتها.

فتحت أزمة فيروس كورونا أعين الكثيرين في الغرب، وجعلت بكين تدفع الثمن اقتصاديًا، على سبيل المثال، خسرت شركة هواوي عقودًا ضخمة جدا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا.

إن استيلائها على هونج كونج وموقفها العدواني في المنطقة بأكملها بما في ذلك اليابان وأستراليا دليل على مدى خطورة بكين، ويجب مواجهتها بسرعة وبقوة.

 

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن