أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نورا المطيري)

تؤكد إستطلاعات الرأي أنه ومنذ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رؤيته للعام 2023 بالتزامن مع الذكرى المئوية للجمهورية التركية فإن الإقتصاد التركي شهد ضربة قاسية سببها عدم المصداقية التي يتمتع بها أردوغان وعحزه وفشله المتواصلين في إحراز منجز واحد فقط ينقذ الإقتصاد التركي، فازدادت البطالة بشكل كبير وإنهارت الليرة التركية وارتفع حجم التضخم وتدهورت ثقة المستثمرين إلى الحضيض.

كان الرئيس التركي يأمل من نشر رؤية 2023 بشكل متعجل أن يقدم للأتراك طُعما يستدرج من خلاله عواطفهم بأنه قادر على أن تصبح تركيا ضمن أقوى إقتصادات العالم وأن يرفع معدل الدخل القومي للفرد وأن ترتفع الصادرات وأن تتمكن تركيا من صناعة الطائرات والطائرات بدون طيار وكذلك تصنيع الاقمار الصناعية، لكن المتخصصون في الإقتصاد، إضافة إلى المعارضة التركية التي يتصاعد صوتها بشكل كبير هذه الأيام، أكدوا أن رؤية أردوغان 2023 هي مجرد أكذوبة، يستحيل تنفيذها بوجود أردوغان نفسه.

الانخفاض الهائل في قيمة الليرة التركية هو المؤشر الأول على فشل السياسات التركية، ليس الإقتصادية فحسب، بل السياسية والعسكرية، فقد أفاد بنك جولدمان ساكس أن “الليرة التركية هي ثاني أسوأ العملات أداءً في العالم” وقد توسعت خسائرها لهذا العام إلى أكثر من 18٪، وكذلك أكدت الدراسات أن نسبة إنكماش الإقتصاد التركي في العام 2020 تبلغ 4.3% وذلك بسبب فشل خطة شراء السندات واستخدام الاحتياطيات لتعزيز الليرة التركية والذي أدى إلى ضياع خطط البنك المركزي التركي لتضييق وخنق أي محاولات للمناورات التي يمكن للمركزي اتخاذها.

لا يمكن القول أن تأثير جائحة فيروس كورونا على تركيا كان سببا في هذا التراجع المخيف للإقتصاد التركي، ومع أن الإدارة التركية كانت واحدة من أسوأ الإدارات في التعامل مع الجائحة بتجاهلها في البدايات، وكذلك عدم الإنتباه إلى الموجة الثانية وإيلائها أية قيمة، ومع ذلك فإن السياسات التركية الخارجية سواء تجاه سوريا أوالعراق أو ليبيا، إضافة إلى التصعيد مع أوروبا، هي الأسباب الرئيسية التي جعلت الجميع يعلم، قبل أردوغان، أن الإقتصاد التركي قد ضل ضريقه إلى الأبد، وأنه لا يمكن عودته إلى الطريق القويم، إلا بتنحي أردوغان وحزب العدالة والتنمية عن دفة البلاد.

لاشك أن التصعيد العسكري الذي يقوده السيد أردوغان في شرق البحر المتوسط، بعودة النشاط البحثي عن النفط والغاز  في مناطق ليس لتركيا أحقية في البحث فيها، وتتبع منطقة بحرية خاضعة لسيادة كل من مصر واليونان وإرسال سفن عسكرية للحماية وإنجاز مهمة التنقيب والبحث،  قد رفعت نسبة مخاطر أنقرة في الدخول إلى ساحة حرب مفتوحة مع أوروبا، خاصة أن الأوروبيين لن يتركوا اليونان وحدها فريسة لأطماع أردوغان، فتصبح خسارة تركيا لصداقة أوروبا لا تقل عن خسارتها الفادحة للجيران العرب.

الفرصة الوحيدة المتبقية لتركيا، لإعادة شعب تركيا إلى حضن العالم من جديد، وإخراجها من العزلة، ومساعدتها في الإنتعاش الإقتصادي من جديد، وتحقيق رؤى الذكرى المئوية للجمهورية التركية في العام 2023 هي أن يجد الشعب التركي، بقيادة المعارضة أو بدون، الطرق السلمية اللازمة لإجبار أردوغان على التنحي، فهذا العجوز، ومع الإحترام لشخصه، لم يعد لديه أية رؤية سياسية أو إقتصادية بعد خسارته معظم الدول الصديقة، المجاورة والبعيدة، وبعد تحالفه مع دويلة قطر الصغيرة، التي نشأت على الخيانة والتآمر، وبعد أن أصبح خليفة لجماعة الإخوان الإرهابية.

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن