أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نورا المطيري)

أكثر من ثمانية شهور على توقيع إتفاق الرياض وأربعة شهور على التحشيد ضد الجنوب ولا أحد يريد إجابة السؤال الأهم في هذه المصفوفة: من المستفيد حقاً من عدم تنفيذ إتفاق الرياض ومن استمرار التصعيد بين شمال وجنوب اليمن؟

الإجابة ليست إفتراضية، وليست مجرد تنبؤات، بل هي إجابة واقعية نرصد نتائجها المباشرة في الواقع الذي نشهده حاليا، المستفيدون من عدم تنفيذ إتفاق الرياض هم ثلاثي الشر والإرهاب: إيران وتركيا وقطر، إضافة إلى عملائهم من كبار وصغار الفاسدين، تجار الحروب.

إيران، التي قدمت وتقدم للحوثية الإرهابية الدعم المطلق منذ سنوات طويلة سبقت التمرد والإستيلاء على السلطة في سبتمبر 2014 وإحتلال العاصمة صنعاء، كانت تخطط للسيطرة على جميع المناطق اليمنية، شمالا وجنوبا، من خلال ترسيخ الطائفية والقبلية وبث الفتنة بين الشمال والجنوب والسيطرة على قرار حزب التجمع اليمني للإصلاح، سرا وعلانية، وما زالت إيران، حتى هذه اللحظة، ترى إن إفشال إتفاق الرياض، سيجعل إمكانية تحقيق مخطط السيطرة الإنقلابي ممكنا.

بالطبع، هناك من يحاول ترويج فكرة متناقضة عن المخطط الإيراني – الحوثي، بإدعاء أن الوحدة اليمنية الفاشلة هي الضامن الوحيد لإسقاط التمرد الحوثي، ولكن ذلك، وحسب الواقع غير صحيح، فإيران تريد حاليا إستمرار حكومة يمنية هشة ومخترقة من قبل تركيا وقطر، من خلال شخصيات منشقة تعمل على تشويه صورة التحالف العربي، لتسهيل تنفيذ مخططها في الإستيلاء على “كامل” مناطق الشمال والجنوب والزعم أمام المجتمع الدولي بأن حكومة الحوثية الإنقلابية هي الحكومة الأقوى، والأكثر شرعية.

لن يكون بعيدا، سماع تسريبات عن مؤامرة إيرانية تركية، لاحت أول خيوطها في إبريل 2015 حين زار أردوغان طهران وإجتمع مع حسن روحاني، وكان الهدف الرئيسي تغيير وجهة نظر أردوغان نحو 180 درجة، بطريقة أو بأخرى، حيث كان يرى سابقا، وحسب تصريحاته، أن إيران تسعى للهيمنة على اليمن، وكان قبلها بشهرين فقط، واحدا من الذين أعلنوا دعمهم لعاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية ضد المتمردين المدعومين من طهران، فانقلب هو الآخر، وأصبح صديقا لطهران، وراح يبث سمومه نحو السعودية واليمن، ويدعم الإخوان المسلمين، ليفسدوا فيها.

ملامح المؤامرة التركية الإيرانية بدت أكثر وضوحا حين أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في المؤتمر الصحفي المشترك يوم 15 يونيو 2020 مع وزير الخارجية التركي: “أن تركيا وإيران لديهما وجهات نظر مشتركة حول سبل إنهاء الأزمة في ليبيا واليمن”، ومع تجاهل وسائل الإعلام، لخطورة هذا التصريح، إلا أن الحقيقة، التي سمعنا وسنسمع عنها قريبا، على شكل تسريبات أو تصريحات أو إعلانات، سوف تؤكد التدخل التركي المباشر في اليمن، المدعوم ماليا وإعلاميا، من قطر وقناة الجزيرة.

قطر، اللاعب الصغير جدا، لا يبدو أن لديها أهداف إستراتيجية كإيران وتركيا، كل ما تريده هو تشويه صورة التحالف العربي، بأي ثمن، خاصة بعد مقاطعتها من الرباعي العربي، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، فوضعت كل إمكانياتها المادية والإعلامية في خدمة إيران وتركيا والحوثية والإخوان، بلا حساب، فتقود قناة الجزيرة حاليا، الهجمة الشرسة على إتفاق الرياض، من خلال بعض الشخصيات اليمنية الإخوانية المنشقة، وكذلك بعض الوحدويين المحسوبين على الحكومة الشرعية.

العالم كله يرى المستفيدين من إفشال إتفاق الرياض، ولكن هل يرى العالم الخاسرون من عدم تنفيذه؟ إنهم شعبي الشمال والجنوب الذين يحاصرهم الجوع والفقر والأمراض وصوت الرصاص ولون الدماء، إنهم شعب الشمال الذين يحتلهم الحوثي الإيراني فيجند أطفالهم ويغتصب نسائهم ويمنع عنهم المساعدات الإنسانية، إنها المنطقة كلها التي تحتاج إتفاق الرياض، لعودة الأمن والإستقرار والهدوء، ودفن أطماع المتآمرين والمستفيدين والإنقلابيين والبدء بمشاريع التنمية.

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن

المزيد:

بين معسكري السلام والإرهاب