أخبار الآن | نيجيريا  (بلاما بكرتي)

بدأت الأخبار تتسرب هذا الأسبوع عن ليا شاريبو ، فتاة مسيحية مختطفة ومحتجزة من قبل جماعة بوكو حرام الإرهابية منذ ما يقرب عامين والتي أنجبت طفلاً داخل سجنها . لقد أنجبت ليا والبالغة من العمر ستة عشر عامًا هذا الطفل قبل بضعة أسابيع من اجبارها على اعتناق الإسلام والزواج من أحد قادة بوكو حرام، وفقًا للأخبار التي نشرت لأول مرة يوم السبت الماضي بواسطة “صحارى ريبورترز” وهي منصة إخبارية نيجيرية على الإنترنت.

قد تم تأكيد هذا الخبر في الساعات الماضية من قبل أحمد سالكيدا ، وهو صحفي نيجيري على صلة وثيقة ببوكو حرام، حيث نشر تغريدة باللغة الإنجليزية على حسابه على تويتر أكد فيها أن ليا أصبحت أمًا ، لكنه أضاف “ليس لدي معلومات عن عن جنس الطفل”. ليا هي واحدة من 110 فتاة ، تتراوح أعمارهن بين 11 و 19 عامًا، تم اختطافهن في فبراير 2018 من عنبر مدرستهن في بلدة دابشي في ولاية يوبي شمال شرق نيجيريا من قبل جماعة تابعة لبوكو حرام موالية لداعش، وأصبحت تسمي نفسها فيما بعد “الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا” (ولاية غرب إفريقية) وقد انفصلت عن بوكو حرام في عام 2016. بعد أشهر أعاد الجهاديون جميع الفتيات باستثناء ليا، حيث أنها المسيحية الوحيدة بين المختطفات، وكانت في الرابعة عشرة من عمرها فقط في ذلك الوقت.

منذ ذلك الحين طالب والدا الفتاة الحكومة النيجيرية بإنقاذ ابنتهما، وأكدت لهما الحكومة مرارًا أنها تبذل قصارى جهدها لإطلاق سراح ليا. لكن وبعد مرور عامين، لا تزال ليا محتجزة من قبل بوكو حرام. بالتأكيد ستزيد هذه الأخبار الجديدة من آلام عائلة الفتاة المراهقة والتي وصفت الأنباء الأخيرة عن ولادتها بأنها إشاعة، إلا أن عائلة ليا أكدت بأن كل تريده هو أن تكون ليا على قيد الحياة ، مع أو بدون طفل.

الدكتورة غلوريا بولدو ، محاضرة أولى في جامعة جوس في نيجيريا ، وهي متحدثة بالنيابة عن العائلة قالت: “إن أهم شيء هو أننا نريدها أن تكون على قيد الحياة. وإذا كانت على قيد الحياة، فسوف نحمد الله على ذلك. يجب عليهم إطلاق سراحها، أي كانت حالتها. لا يهم ما إذا كانت حاملاً أم مع طفل رضيع. أليس من الأفضل أن يكون طفلك على قيد الحياة؟ لذلك، لا يهم ، كل ما يهمنا هو حياتها وسلامتها.”

من المعروف عن بوكو حرام اختطافها للنساء والفتيات، حيث قامت الجماعة من خلال أعمال العنف التي استمرت لعقد من الزمن والتي بدأت في عام 2009 باختطاف الآلاف من النساء والأطفال، الذين تحولوا إلى عبيد جنسيين وخدم في المنازل ومصنعي قنابل ومفجرين انتحاريين. في أبريل 2014 قامت بوكوحرام باختطاف ـ276 فتاة، معظمهن من الديانة المسيحية، من مدرستهن في قرية تسمى تشيبوك وتقع شمال شرق نيجيريا، الأمر الذي لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية لهذه الجماعة. هذه الحادثة تشابه وحشية داعش اتجاه الفتيات الأيزيديات. بعد مرور ما يقارب الست سنوات على الحادثة، لا يزال أكثر من نصف فتيات تشيبوك مختطفات لدى بوكو حرام، حيث تم إطلاق سراح 103 منهم في عامي 2017 و 2018 بعد مفاوضات بين بوكو حرام والحكومة النيجيرية، بينما استطاع بعضهن الهرب بقدرة إلهية مطلقة.

بعض هؤلاء الفتيات قد عدن حاملين أطفالهن. على سبيل المثال، هربت إحدى بنات شيبوك، أمينة علي، من بوكو حرام في مايو / أيار 2017 بعد ثلاث سنوات قضتها في سجن الجماعة الوحشية. تم العثور عليها وهي تتجول في الأدغال جنبًا إلى جنب مع طفلتها التي أنجبتها من أحد مقاتلي بوكو حرام، ويدعى محمد حياتو.

مثلما حصل مع ليا شيريبو، قامت بوكو حرام باجبار فتيات تشيبوك على اعتناق الإسلام والزواج من قادة الجماعة. هذه الأفعال تتناقض بوضوح مع التعاليم الإسلامية. أولاً، ينص القرآن بشكل لا لبس فيه على أنه “لا إكراه في [قبول] الدين” (القرآن 2: 256). ثانياً، لا يجوز في الإسلام الزواج دون موافقة أولياء الأمور (الأسرة). ثالثًا، يحرم الإسلام الزواج القسري. لكن بوكو حرام وغيرها من الجماعات الجهادية مثل داعش تتجاهل كل هذه القواعد على الرغم من أنها تدعي أنها تقاتل من أجل الإسلام. يجب على الدول الإسلامية والعلماء المسلمين بل وكل مسلم أن ينشروا الوعي حول انتهاكات هذه الجماعات وأعمالها البشعة التي لا يوافق عليها الإسلام. كذلك، يجب على العالم أن يفهم أن هؤلاء الناس ليسوا سوى جزء صغير جدًا من المسلمين، بل يجب عليهم دعم المسلمين المسالمين لاستعادة عقيدتهم التي يستغلها المتطرفون.

داعش يراهن على أشبال أفريقيا لصناعة جيل أكثر تطرفا
تسعى جماعة بوكو حرام التي تنشط في غرب أفريقيا إلى تجنيد أطفال تزامناً مع حرب زعامات يشهدها فصيل من تلك الجماعة والذي بايع تنظيم داعش.

 

إقرأ أيضاً:

مسلحون يختطفون ست طالبات في نيجيريا