أخبار الآن | بقلم الخبير في الجماعات المتشددة أيمن التميمي

طبعا خسر تنظيم داعش كل الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق وسوريا. فماذا يبقى الان؟

حيث كان التنظيم يخسر الأراضي شيئا فشيئا اتضح انه كانت هناك خلافات كبيرة داخل التنظيم بالنسبة للمنهج والعقيدة. فكان هناك التيار الإصلاحي من جهة والتيار المتشدد من جهة أخرى.

ماذا يبقى من تنظيم داعش في العراق وسوريا؟

ولكن مع انهيار التنظيم في العراق وسوريا قُتل او فر عناصر التيارين من التنظيم ويبدو ان الكثير منهم الذين لا يزالون على قيد الحياة اختفوا بمناطق أخرى في سوريا او حتى في تركيا. وأصبح هؤلاء مطلوبين لخلايا النتنظيم. وعلى سبيل المثال قُتل الشيخ أبو عبد الرحمن الزرقاوي المهاجر على أيادي خلايا التنظيم في ريف حلب في الشهر الخامس. وقالت مؤسسة التراث العلمي التابعة للتيار الإصلاحي الذي تحول الى تيار معارض لقائد التنظيم أبو بكر البغدادي ان الشيخ ابو عبد الرحمن قتل بامر من البغدادي نفسه لـ”أبو سارة العراقي” وهو والي ولاية حلب التابعة لتنظيم داعش.

كان الشيخ أبو عبد الرحمن من علماء التيار الإصلاحي ولكن التنظيم اتهمه بعدة تهم منها التخابر مع التحالف الدولي وقتل والي دمشق.

ماذا يبقى من تنظيم داعش في العراق وسوريا؟

أبو بكر البغدادي- تويتر @exposed

ومع اننا لا نعرف اسماء أهم المسؤولين في التنظيم اليوم حيث رجع التنظيم الى مرحلة غامضة بالنسبة لهويات قادته, بامكاننا ان نقول ان ما يبقى من القادة والجنود موال لأبي بكر البغدادي بشكل عام, والدليل على ذلك هو كتيب كتبه الشيخ أبو عيسى المصري وهو من التيار الإصلاحي وفر من التنظيم. في الكتيب إنتقد الشيخ إعلام داعش الذي أصبح (حسب كلامه) منبر مهم لفكر الغلاة الذين تسلطوا على ديوان الأمن ايضا. الشاهد ان الشيخ يشبه إعلام التنظيم بسحرة آل فرعون الذين يذكرون في القرآن الكريم, فلما واجه سحرة آل فرعون النبي موسى, إستطاعوا ان يسحروا أعين الناس ويسترهبوهم. هكذا يرى الشيخ أبو عيسى المصري إعلام داعش وجهازه الأمني, فيعتبر ان إعلام داعش نجح في تضليل جنود التنظيم والمتعاطفين مع فكر التنظيم حيث نجح الأمن في تخويف الناس. ويقول الشيخ ان إعلام داعش لا يقوم بواجبه الدعوي وتكذيب أفكار الطوائف الضالة وانما يركز الإعلام على تمجيد أبو بكر البغدادي ويعتمد على المظاهر التي تأخذ بالأبصار. لذلك يدعو الشيخ كل من كان له تجارب تحت التنظيم الى نشر شهاداتهم عن حقيقة التنظيم لكي يكافحوا إعلام داعش. المهم ان كتيب المصري يدل على انه يحس بان التيار المعارض للبغدادي يخسر المعركة الإعلامية حاليا. وفعلا سرب الشيخ أبو عيسى وثائق من أرشيف ديوان القضاء والمظالم في الفترة الاخيرة عن سياسات “التوبة” تحت داعش بالعراق لكي يفضح غدر التنظيم في هذا المجال ويسيء سمعة التنظيم.

اما المتطرفون فتبقى حاليا قناة “النذير العريان” فقط وتدعي ان التنظيم يعاني من التخبط المنهجي بسبب تنازلات للتيار الإصلاحي ولكن القناة متوقفة عن نشر وثائق ومنشورات جديدة حاليا.

فبإختصار يمكن القول ان ما تبقى من التنظيم في العراق وسوريا حاليا هو النواة الموالية لزعيم التنظيم في الوقت الحالي برغم انه من الصعب ان نحصل على معلومات دقيقة عن أسماء وهويات القادة المتبقين من التنظيم.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

خبير: داعش لا يملك خطة لخلافة البغدادي و تم قتل جميع قادته

ما هي دلالات رسالة الظواهري إلى فرع القاعدة في كشمير؟