أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خبير الجماعات  المتشددة – ماهر فرغلي)

  • – مُني تنظيم “داعش” الإرهابي بهزيمة نكراء وفق خطة محكمة للتحالف الدولي تمثلت بالقضاء على إمكانيات التنظيم العسكرية.
  • – بدأ التنظيم الإرهابي عقب الإنهيارات باعتماد أسلوب جديد وهو العمل السري المحكم داخل المدن والالتجاء إلى الصحراء والمخابئ البعيدة.
  • – اختار التنظيم 10 قيادات ذات مهامٍٍ متنوعة.
  • – المشكلة داخل التنظيم تفاقمت حيث إن البدلاء كانوا ضعافاً بما يكفي لإثارة أزمات داخلية.
  • – كانت خطة “داعش” هي العودة لما قبل العام 2006، والبحث عن تجميع نواة صلبة جديدة، ومن ثم تمويل ذاتي، وترتيب الأوراق.
  • – تلخصت استراتيجية التنظيم الإرهابي بهذه المرحلة أن كل عضو في التنظيم يجب أن يمثل جيشاً من رجل واحد.
  • – فشلت كل خطط التنظيم في إعادة الهيكلة، وقد حاول بالفعل التحوّل من “إمساك الأرض” إلى “الانتشار” والعودة إلى سيرته الأولى ما قبل عام 2010 حين كان يعتمد على الخلايا و “الذئاب المنفردة”.
  • – المفتاح الحقيقي للخطة الجديدة فى عقل “داعش” هى صناعة بيئة الفوضى.

إليكم التفاصيل:

لا يختلف أحد الآن، أن “داعش” هزم هزيمة نكراء وفق خطة محكمة للتحالف الدولي، تمثلت في القضاء على إمكانيات التنظيم العسكرية، وطرده من المدن والقرى المكتضة بالسكان، وعرقلة تدفق هجرة المقاتلين الأجانب إلى أرض الصراع، ومن ثم عرقلة العودة العكسية، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب من رأس المال الثابت والمتحرك، وفك شيفرة إدارته المالية، والقضاء على كوادر ديوان المال والركاز والزكاة المركزي، واستهداف مراكز تطوير وتصنيع “داعش” العسكري والكيميائي، واستهداف قياداته من الصف الأول، حيث تم قتل 42 قائداً مؤسساً من أصل 43 وهم النواة الصلبة، وقتل قرابة 79 قائداً من الصف الأول، والقضاء على كوادر ووسائل ديوان الإعلام المركزي لـ”داعش”، على سبيل المثال لا الحصر المسؤول الإعلامي، “ابو محمد فرقان” الشهير بالدكتور وائل عادل حسن الفياض، والمتحدث الإعلامي مسؤول العمليات الخارجية “أبو محمد العدناني” طه صبحي فلاحة، واستهداف أهم قيادات اللجنة المفوضة في تنظيم “داعش” التي تعتبر بمثابة رئاسة الوزراء، حيث قتل رئيس اللجنة المفوضة إياد عبد الرحمن العبيدي (أبو صالح حيفا) ونائبه إياد حامد محل الجميلي (أبو يحيى العراقي).

مشاهد قريبة للمعارك في الباغوز شرقي سوريا (فيديو)

اللجوء إلى العمل السري

حاول “داعش” أن يلملم أوراقه، فبدأ عقب هذه الانهيارات أسلوباً جديداً وهو العمل السري المحكم داخل المدن، والإلتجاء إلى الصحراء والمخابئ البعيدة، وتم اختيار 10 قيادات جديدة، وهم سوكرو تونجر(SükrüTuncer)  وهو من أصل تركي – فرنسي. للعمليات الخارجية، أبو عمار السعودي للعمليات الخارجية، أبو صالح الشمري، مسؤول ديوان الجند، أبو صهيب العراقي “ناشد فهد العيساوي”، مسؤول الامن والاستخبارات، أبو سطام رافي اسماعيل العسافي، المشرف الإداري والمالي، معتز علي صالح العيثاوي، مسؤول عمليات ولاية العراق، ابو زياد إبراهيم محمد عبود العيساوي، مسؤول عمليات التمويل في ولاية العراق، أبو طلحة مصطفى منصور الراوي، مسؤول العمليات في منطقة الهجين السورية، أبو عمر ميثاق طالب علوان الجنابي، المشرف على الأمن لولايتي العراق والشام، وخضر أحمد راشد أبو أحمد الفني، المشرف على قاطعي نينوى وصلاح الدين.

استسلام بعض مقاتلي داعش في شرق سوريا

انهيارات أكبر

لكن المشكلة أيضاً تفاقمت حيث إن البدلاء كانوا ضعافاً بما يكفي لإثارة أزمات داخلية، بمعنى أنه حينما مات أبو معتز، وبعده الأنباري، لم يجد البغدادي بديلاً لهما، فاعتمد على أهل الثقة من القياديين القدامى، وأعطى اللجنة المفوضة في سوريا وفي العراق صلاحيات كبيرة، فبدأت تشتغل نيابة عنه، ومن هنا بدأت مشكلات أخرى تتعلق برفض العرب لقيادة الأجانب والعكس، ومن هنا وقعت انهيارات أكبر بأروقة التنظيم.

العودة لما قبل العام 2006

أعاد “داعش” مرة أخرى الهيكلة، وكانت خطته هي العودة لما قبل العام 2006، وفق ما ورد في كتاب (دعوة المقاومة الإسلامية)، وهي كالتالي: البحث عن تجميع نواة صلبة جديدة، ومن ثم تمويل ذاتي، وترتيب الأوراق، والتربص بالثغرات الأمنية للعودة إلى أرض التمكين والخلافة، عن طريق تنظيم سري بتكتيك (المقاتل الشبح) و(معارك الأذراع الطويلة)، التي تحول نفسها من جماعة خلافة الأرض إلى جماعة التمهيد لأرض الخلافة من جديد.

الباغوز: المعركة مستمرة ضد داعش

تلخصت استراتيجية التنظيم الإرهابي بهذه المرحلة أن كل عضو في التنظيم يجب أن يمثل جيشاً من رجل واحد، وزرع ما يطلق عليه “الذئاب المنفردة”، أو الجنود التائهة داخل المدن والمراكز الحيوية مع التركيز على المساجد والمؤسسات الدينية، لسهولة الاختلاط والتأثير باللعب على العواطف الدينية، في محاولة لتشكيل جماعات صغيرة العدد، أو أفراد يعتنقون الافكار الجهادية، ويرتبطون أيديولوجياً بالتنظيم الأم، ويكونون مستعدين للتحرك بصورة منفردة، لتكوين خلايا نائمة، وتنفيذ عمليات إرهابية بصورة منفردة مستغلين إمكانيات بسيطة، لإحداث ضجة إعلامية، وتحقيق أهداف تخدم التنظيم بصورة أكبر، ومن هنا جاءت الرسائل الجديدة للتنظيم، التي لم يفرد لها الإعلام حقها وواجبها من طرحها والرد عليها، مثل تلك الرسالة الهامة (200 نصيحة لذئب منفرد مثالي).

إن هذه المرحلة هي نظام عمل لا تنظيم مركزي للعمل، حيث تقوم الفكرة على أن يتم ربط كافة أطياف المقاومين أفراد وخلايا وسرايا وجماعات محدودة بثلاثة روابط مركزية فقط وهي: الاسم المشترك والعهد الشخصي على الانتماء، والمنهج السياسي الشرعي والعقيدة المشتركة، والهدف المشترك وهو وهو تقويض الأنظمة، وهذا لا يتم سوى بدعاية من أجل نشر منهاج وبرامج العمل وطريقة الأداء ونظريات (العقيدة القتالية – النظرية السياسية – طريقة التربية المتكاملة – النظرية العسكرية –أساليب التدريب والتمويل والتنظيم وأمن الحركة).

داعش يحتجز أيزيديين في باغوز كرهائن ودروع بشرية

فشل في إعادة الهيكلة

 حتى هذه اللحظة فشلت كل خطط التنظيم في إعادة الهيكلة، لقد حاول بالفعل التحوّل من “إمساك الأرض” إلى “الانتشار” والعودة إلى سيرته الأولى ما قبل عام 2010 حين كان يعتمد على الخلايا و “الذئاب المنفردة”، وما يطلق عليه (الهيكل المتكيف) للتنظيمات، وهو ما يعرف بالتراتبية التنظيمية، التي تتكيف مع كل الظروف والأحوال، وتتنقل ما بين العمل السري، والعلني حسب الظروف والأحوال، لكن الجديد هنا، هو التفكير بجدية لنقل القيادات الحركية لوسط آسيا أو للقارة السمراء.

والخلاصة، إن المفتاح الحقيقي للخطة الجديدة فى عقل “داعش” هى صناعة بيئة الفوضى، ومن هنا فكل فترة وجيزة من الوقت سنسمع عن هذه الرسائل التي تدعو لصناعة هؤلاء الذئاب والخلايا، وهذا لا يدعوننا للخوف، بل يؤكد على تلك الهزيمة النكراء التي تتعرض لها مثل هذه التنظيمات، التي تحمل بداخلها كل جينات الهزيمة.

مصدر الصورة: al-ain

للمزيد:

داعش يحاول الهروب من الباغوز إلى البادية السورية