أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)

هل يربككم ما يحدث في ايران اليوم؟ اذا كانت تلك هي الحالة فهذا لايشملكم انتم لوحدكم فهناك الكثير من التطورات في ما يخص ايران وكثير منها معقدة. وهناك الكثير من الاشارات المتضاربة ونحن اردنا تفصيل الحقائق الرئيسة حول ايران عبر غربلة المعلومات الموثوقة من الاخبار الاخرى المتداخلة معها، وهذه هي الاستنتاجات التي توصلنا لها.

1- جزء من قيادة ايران هو مخلص في تمنياته بالتغيير:مرحلة ايران التقدمية: 4 حقائق رئيسة لفهم ايران اليوم
ايران بلد معقد، وقيادته ليست متجانسة، بعض حلقات القوة ممن تملك مصلحة راسخة بالابقاء على ايران القديمة وهم مهتمون بتخريب اي جهد باتجاه تغير ايجابي. ولكن هذا لا يجب ان يغطي على حقيقة وجود جماعات في ايران تعمل بشكل صادق من اجل التغيير ولعودة ايران المسؤولة الى المجتمع الدولي والدليل موجود في مفاوضات ايران مع مجموعة الخمسة زائد واحد وطريقة تنفيذ ادارة الرئيس روحاني لهذه المفاوضات. للمرة الاولى منذ ثورة الخميني، اظهرت ايران رغبتها بالتغير وتلقت ردود ايجابية. العمليات العالمية مثل المفاوضات مع الخمسة زائد واحد مهمة للسماح لايران بتغيير تصرفاتها ليستفاد كل من في المنطقة من السلام الناتج عن ذلك ومن اجواء الازدهار التي ستعم المنطقة.

2- استمرار ايران بالتدخل في شؤون المنطقة ناتج من المتشددين:مرحلة ايران التقدمية: 4 حقائق رئيسة لفهم ايران اليوم
لا يوجد شك من ان بعض القوى الظلامية في ايران تتمنى ان تستمر سياسة ونهج اثارة المشاكل في المنطقة، قريبا وبعيداً عن ايران. ومن المهم هنا ان نبين أن هذه ليست أمنية كل القيادة الايرانية. مجموعة صغيرة فقط من المتشددين والعسكريين يملكون مصلحة راسخة بوجود صراع مستمر وهم يقفون خلف هذه التدخلات. مشكلة المتشددين ان وجودهم واضح وصوتهم مسموع، ولكن لا يجب ان يطغى ذلك على حقيقة وجود مفاوضيين معتدلين في النظام الايراني وهم يريدون اشراك دول الجوار والمجتمع الدولي بطريقة ايجابية.

3- بعد العراق، لا يجب ان يعتمد نظام الأسد على ايران:مرحلة ايران التقدمية: 4 حقائق رئيسة لفهم ايران اليوم
كما هو حال أي بلد، تمتلك ايران مصادر محدودة. ولا يشمل ذلك الاموال واليد العاملة فحسب بل كذلك أهم مصدر ويدعى "الاهتمام". ظاهرة داعش دفعت ايران لمراجعة اولوياتها. ومقارنة بما يحدث في سوريا، فإن خطر داعش بالنسبة ايران اقرب بكثير وهو شويك جداً. وبشكل لا يمكن تجنبه، نجد أن مصادر ايران التي كانت سابقاً تذهب لسوريا باتت تذهب اليوم للعراق، وهذا تغير كبير في اللعبة بالنسبة للأسد الذي لابد أنه ادرك الان انه لايستطيع الاستمرار بالاعتماد على الدعم الايراني كما في السابق. ومع التغير الايراني، سيجد الأسد أن تكلفه تعنته ستكون أكبر، وفي المقابل فان ذلك قد يحرر ايران من توجب دعم نظام فاشل قتل عشرات الالاف من شعبه.

4- ايران بحاجه الى هواء جديد، وكذلك الحال بالنسبة لجيرانها:مرحلة ايران التقدمية: 4 حقائق رئيسة لفهم ايران اليوم
لم تكن ايران تمثل جاراً جيداً او عضواً جيداً في العائلة الدولية في الاوقات القريبة، ولكن كيف حدث ذلك وماذا كان السياق الجيو ستراتيجي؟ من المهم ان نذكر ان سلوك ايران صاغته قرنان من سياسات العثمانيين والقوى الغربية، فتوجب على ايران ان تتعامل مع عراق صدام حسين كعدو أو سوريا الأسد كصديق وهؤلاء هم اللاعبون الذين وجدتهم ايران كجيران لها، ولكن الان منطقة جوار ايران تتغير بشكل كبير، وحين تلمس ايران تغيراً ايجابياً في البيئة المحيطة بها، فسيكون من الطبيعي ان نتوقع تغيراً ايجابياً في تصرفات ايران.

كيف يمكن مساعدة تغير ايجابي كهذا؟ الطريقة الأكثر مباشرة هي زيادة التفاعلات والتواصل  السلمي بين ايران وجيرانها. التبادل الثقافي مثل الموسيقى والفن والأدب والأفلام تمثل طريقاً جيداً لمثل هذا التواصل، وكذلك التجارة والرياضة وهما مهمتان جداً في تأسيس تواصل وتعاطيف جيد بين الأمم.

وبالمختصر، ايران اظهرت رغبتها بالتغيير، وبما أن ايران القديمة لم تفد أي أحد، ويشمل ذلك الايرانيون انفسهم وكذلك جيران ايران، فالأمر المنطقي الان هو الاستمرار بمساعدة المعتدلين في ايران للاستمرار بهذه المرحلة التقدمية، فالتغير الحقيقي سيعتمد على العالم الخارجي بقدر اعتماده على ايران نفسها.

مرحلة ايران التقدمية: 4 حقائق رئيسة لفهم ايران اليوم