أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (محمّد صلاح)

انطلقت منذ أيام فعاليات المهرجان الرياضي الأول في الغوطة الشرقية بإشراف الهيئة العامة للرياضة والشباب في سوريا وتنفيذ اللجنة التنفيذية للرياضة بريف دمشق.

ويتضمن المهرجان عدة ألعاب رياضية منها الألعاب الفردية كالشطرنج والجودو والكيك بوكسينغ والكاراتيه والفروسية والجري والسباحة ومنها الألعاب الجماعية ككرة القدم وكرة الطاولة وكرة السلة، ويشارك فيه عدد كبير من الأندية في الغوطة الشرقية وأحياء دمشق المحررة.

وفي حديثه لأخبار الآن قال بلال غبيس رئيس اللجنة التنفيذية للرياضة بريف دمشق إن إقامة المهرجان بهذا الشكل إنجاز مهم وعمل جبّار تضافرت من أجل إقامته الجهود حيث يختص لكل لعبة من اللعاب لجنة من الفنيين عملوا على تنظيم البطولات الخاصة بكل لعبة.

وأضاف غبيس: "واجهتنا صعوبات كبيرة بسبب الظروف التي تعيشها الغوطة الشرقية المحاصرة واستمرار القصف مما جعل مهمة تجهيز صالات اللعب أمراً صعباً إضافة إلى صعوبات الحصول على تجهيزات رياضية لكل الألعاب في ظل الحصار المفروض على الغوطة."

وعن دوافع القائمين على الرياضة في الغوطة الشرقية لإقامة هذا المهرجان قال غبيس إنّ تعطّش الجمهور الرياضي والرياضيين في الغوطة لإقامات بطولات منظمة على مستوى عالي كان الدافع الأهم كما أنّ إصرار الرياضيين الأحرار في سوريا على النهوض برياضتهم بعيداً عن تسلط النظام وفساده الرياضي ورغبتهم في تحدي ظروف الحرب وإظهار الطاقات الكامنة لدى السوريين كان أيضاً دافعاً مهماً يؤكد أنّ الشعب السوري شعبٌ محبٌ للحياة ولا يستسلم لظروفه الصعبة.

المهرجان الرياضي الأول في الغوطة الشرقية أملٌ على أنقاض الحرب

وأضاف غبيس "إنّ أهم أهداف المهرجان هي زرع البسمة على وجوه الأطفال ممن يمتلكون مواهب رياضية بحاجة إلى تنمية ورعاية حيث تقام البطولات لفئات الأشبال والناشئين والرجال في مختلف الألعاب وهذا ما تحقق بالفعل، ومن أهداف المهرجان أيضاً توجيه رسالة للعالم أجمع مفادها أنّ كل من يظن أننا في المناطق المحررة نعيش في حالة يأس وإحباط أو في حالة فوضى فهو واهم، هانحن نقيم البطولات المنظمة ونوزّع الجوائز على الفائزين ونرعى مواهب أطفالنا."

وتعد كرة القدم واجهة المهرجان الرياضي باعتبارها اللعبة الشعبية الأكثر وفيها يتنافس ستة عشر فريقاً على ذهبية المهرجان حيث تم توزيع الفرق على أربع مجموعات يتأهل منها أول وثاني كل مجموعة إلى الدور التالي.
وكان لافتاً الحضور الجماهيري الكبير في المباراة الافتتاحية التي جمعت فريقي الآن وفريق النشابية والتي انتهت بتفوق فريق الآن بثلاثة أهداف لواحد.

وقال فايز الرفاعي رئيس اللجنة الفنية لكرة القدم إنّ أعضاء اللجنة لم يدّخروا جهداً في سبيل إنجاح المهرجان حيث سبق الافتتاح الرسمي إقامة دورات صقل للحكام وتصفيات للفرق المشاركة بفئتي الرجال والناشئين كما أقيمت بطولة للناشئين في حي برزة الدمشقي توج في نهايتها فريق بيت سوى على حساب فريق جوبر.

وأضاف الرفاعي "الرياضة تطوّرت كثيراً في الآونة الأخيرة وسط تعطّش الأهالي للخروج من الضيق النفسي بفعل القصف والدمار والحصار الذي يعيشونه، ورغم أنّ الظروف لا تبدو مثالية إلّا أنّ الرياضيين يبذلون جهدهم لجعل الرياضة في الغوطة لوحة جميلة تجمع كل الرياضيين في بوتقة واحدة فالرياضة بنظري تجمع ولا تفرّق ولنا في منتخب العراق بطل آسيا 2007 مثال جيد حيث اجتمع العراقيون على اختلاف طوائفهم وتوجهاتهم في فريق واحد وحققوا لقب آسيا تحت الاحتلال وآمل أن يفكّ الحصار عن الغوطة ليتسنى لنا تبادل الزيارات وإجراء المباريات مع زملائنا الرياضيين في باقي مناطق سوريا الحرة ."

وعن جوائز مسابقة كرة القدم قال الرفاعي: " سنوزّع على المتأهلين للدور الثاني تجهيزات رياضية لمساعدتهم في تطوير فرقهم كما ستوزع جوائز مالية على الفرق أصحاب المراكز الثلاثة الأولى إضافة لجوائز فردية تخص اللاعبين والحكّام المميزين."

يوماً بعد آخر يثبت السوريون أنّ الأمل يولد من رحم المعاناة ولعلّ إقامة بطولات رياضية في المناطق المحررة دليل على ذلك.

المزيد من الأخبار:

مؤسسات خيرية تقدم الأبقار بالمجان للفلاحين المتضررين في الغوطة الشرقية

جيش الإسلام يتصدى لسيناريو مشابه لداريا بالغوطة الشرقية