جدل كبير في سوريا .. فقد أثارت حادثة عودة الفتاة ميرا جلال ثابت (22 عاماً) من منطقة تلكلخ بريف حمص ذات الغالبية العلوية، وظهورها بزي ديني مختلف عن بيئتها الاجتماعية، برفقة رجل أعلن زواجه منها “شرعًا” وذلك بعد أسبوع من اختفائها، موجة من الغضب والذهول في الأوساط الحقوقية والسياسية السورية.
ميرا كانت قد اختفت منذ نحو أسبوعين وتم الإبلاع عن اختطافها.. إلا أنها عادة وهي ترتدي الزي الأفغاني غير المتعارف عليه في سوريا، وانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم.
ميرا عادت إلى أهلها برفقة شاب يدعى “أحمد” والذي ادعى أنه تزوجها شرعا وأنها هربت معه بموافقتها خوفا من أهلها، ليثير هذا الكلام موجة تساؤلات كثيرة. لماذا ترتدي هذا الزي؟

مسرحية هزلية
متابعثون كثر وصفوا حديث الشاب بأنه “مسرحية رخيصة برعاية رسمية”، متسائلين “كيف لصبية من تلكلخ أن تتعرف على متشدد ديني وتعشقه وتهرب معه لتتزوجه شرعياً؟”.
وأضافوا: “إذا كان ما حدث جزءاً من عمليات تجنيد، كما تفعل بعض الجماعات، فهذه كارثة أخلاقية وإنسانية”.
لماذا يترك الطلبة الدروز و العلويين و المسيحيين و الكرد و الإسماعيليين جامعاتهم!
لهذا السبب 👇
خطف و سبي العلويات حقيقة ثابتة و هو فعل يستمر بالحدوث
ميرا جلال ثابت فتاة علوية من #تلكلخ تم خطفها من معهد إعداد المدرسين بحمص قبل 10 أيام و اليوم عاد بها خاطفها لزيارة أهلها برفقة و… pic.twitter.com/zvxY1pnGAn— Cîhad Koro ☀️ (@kocihadro) May 8, 2025
فلول النظام
في حين وصف آخرون أن القصة واضحة لا تحتاج إلى تفسير وهي أن الفتاة ذهبت مع الشاب بكامل إرادتها وأردت الزواج منه بعيدا عن أهلها، الذين رفضوا هذا الزواج لدواع طائفية
مبينين أن الحب يتجاوز الطائفية والأعراف، وأن من يقوم بالحديث عن الخطف والسبي وغيره من هذا الكلام هم فلول النظام السابق.
فيديو قد يحسم الجدل في قضية الفتاة ميرا جلال ثابت التي ادعت صفحات الفلول أنه تم اختطافها ثم ادعت أنها زُوّجت بالإجبار pic.twitter.com/xDwNpWM93D
— Tarek Dughim (@tarekdughim) May 8, 2025
ممارسات داعش
تعيذ هذه الحادثة إلى الاذهان الممارسات التي كان يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي عندما سبى آلاف النساء من العراق وسوريا وارتكب بحقهن انواعا مختلفة من التعذيب والتزويج القسري والاغتصاب وغيره.
وكان الأيزيديون في العراق أكثر عرضة لهذه الانتهاكات التي تجاوزت حد الخطف والسبي إلى الاتجار الجنسي والاتجار بالبشر.
في 2 أكتوبر 2014، أصدر تقرير للأمم المتحدة يستند إلى 500 مقابلة مع شهود عيان، ذكر أن داعش قام بنقل ما بين 450 إلى 500 امرأة وفتاة إلى منطقة نينوى في العراق خلال أغسطس، حيث “تم نقل 150 فتاة وامرأة غير متزوجة، معظمهن من الطائفتين الإيزيدية والمسيحية، إلى سوريا، إما لاستعبادهن كمكافآت للمقاتلين أو لبيعهن كعبيد جنس”.
وفي نفس الشهر، كشف تقرير آخر للأمم المتحدة أن داعش احتجز ما بين 5,000 إلى 7,000 امرأة إيزيدية كعبيد أو عرائس بالإكراه في شمال العراق خلال أغسطس 2014.
وفي يونيو 2017، كشفت فيان دخيل، النائبة في البرلمان العراقي، عن حادثة مروّعة تعرضت لها إحدى النساء الإيزيديات الأسيرات لدى داعش، حيث تم احتجازها لمدة ثلاثة أيام في قبو دون طعام، ثم أعطاها عناصر التنظيم وجبة طعام، وبعد أن أكلتها، قالوا لها: “لقد طهينا لكِ ابنكِ الرضيع البالغ من العمر عامًا واحدًا، وهذا ما أكلته للتو”.
وفي الفيلم الوثائقي القصير بنات الشمس الذي عُرض عام 2023، روت فتاة شابة تجربتها قائلة: “اشتراني رجل. كان عراقيًا من تلعفر. عمره 24 سنة… كنت عبدة له وأعتني بأطفاله كان يضربني طوال الوقت بقيت مع تلك العائلة ثلاث سنوات لم يمر يوم واحد دون أن يضربني في معظم الأوقات لم أكن أستطيع الرؤية بسبب تورم عينيّ”.