فصائل المعارضة السورية تقطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب
قتل ضابط في الحرس الثوري الإيراني خلال المعارك التي شنتها فصائل المعارضة السورية باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية في حلب.
وقالت “وكالة أنباء الطلبة الإيرانية“، إن العميد في الحرس الثوري كيومرث بورهاشمي، قتل بهجوم شنته المعارضة في حلب.
وأضافت أن بورهاشمي المعروف بالحاج هاشم، هو “قائد المستشارين الإيرانيين في حلب”، مشيرة إلى أنه قتل في هجوم شنه من وصفتهم بـ”المرتزقة التكفيريين الإرهابيين”.
وتعد إيران من أبرز الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأرسلت منذ أعوام العديد من “المستشارين العسكريين” لمساندة قواته في النزاع الذي اندلع في البلاد عام 2011.
وأكد الحرس الثوري مقتل أحد “المستشارين العسكريين في العراق وسوريا”، مشيرا الى أنه كان من قدامى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988).
وجاء مقتل المستشار العسكري فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أكثر من 150 جنديا سوريا ومقاتلا من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت في شمال غرب البلاد، بينما أفادت وزارة الدفاع السورية عن التصدي “لهجوم كبير” في ريفي حلب وإدلب (شمال غرب).
وأشار إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها “عملية عسكرية” منذ الأربعاء على مناطق سيطرة النظام في حلب.
وأشار المرصد إلى أن الفصائل تمكنت من تحقيق تقدّم في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي حيث سيطرت على “قرى ذات أهمية استراتيجية.
كما أكد أن هيئة تحرير الشام والفصائل المساندة لها قطعت طريق دمشق-حلب الدولي “m5” عند بلدة الزربة في ريف حلب، إضافة إلى السيطرة على عقدة الطريقين الدوليين “m4″ و”m5” عند مدينة سراقب، وبذلك يتوقف الطريق عن العمل بعد إعادة افتتاحه من قبل قوات النظام قبل سنوات.
وبحسب المرصد، سيطرت الفصائل على “قريتي داديخ وكفربطيخ، إضافة إلى قرية الشيخ علي” في ريف إدلب الشرقي، وعلى قريتين في ريف حلب الغربي.
كذلك، قال المرصد إن الهيئة والفصائل الأخرى تمكّنت من “إحكام سيطرتها على قرية شابور قرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي والدخول لأحد أحياء المدينة من الجهة الغربية” بعد “مواجهات عنيفة” مع الجيش السوري.
وتعدّ المعارك في ريفي حلب وإدلب “الأعنف” في المنطقة منذ سنوات، وفق المرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف مدينة حلب.
وتتمركز العديد من الميليشيات المدعومة من إيران في محافظة حلب، وتخوض منذ سنوات قتالًا دعمًا للنظام السوري ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة.
ووفق “مركز جسور للدراسات”، شهدت المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا تراجعًا محدودًا في عددها من 570 إلى 529.
ورغم هذا التراجع، ذكر تقرير “جسور” أن إيران لا تزال هي الدولة صاحبة الانتشار العسكري الأكبر في سوريا مقارنة مع بقية القوى الأجنبية.
وأضاف التقرير أن المواقع الإيرانية في سوريا هي عبارة عن 52 قاعدة عسكرية، إلى جانب 477 نقطة، متوزعة على 117 موقعًا في حلب، و109 بريف دمشق، و77 في دير الزور، و67 في حمص، و28 في حماة، و27 في إدلب، و20 في القنيطرة، و17 في اللاذقية، و16 في درعا، و14 في الرقة، و13 في السويداء، و9 في طرطوس، و8 في الحسكة و7 في دمشق.
وتطلق إيران على ضباط “الحرس الثوري” الإيراني المنتشرين في سوريا لدعم النظام السوري وصف “مستشارين عسكريين”.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفا متبادلا تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.