أكثر من 5500 طفل و3500 امرأة قتلوا في غزة منذ بداية الحرب وحتى الآن

أعلنت حكومة حركة حماس الأحد أن 13 ألف شخص قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وبين القتلى الذين تم احصاؤهم حتى الآن أكثر من 5500 طفل و3500 امرأة، وفق المصدر نفسه. وسجلت أيضا إصابة 30 ألف شخص، علمًا أن هذا العدد لم يتغير منذ السبت.

يأتي هذا فيما أفاد الجيش الإسرائيلي الأحد أنه عثر على نفق طوله 55 مترا، يستخدم بحسب قوله “من أجل الإرهاب” تحت مستشفى الشفاء في قطاع غزة، والذي يقوم بتفتيشه منذ الأربعاء بحثا عن قاعدة عسكرية لحركة حماس.

كيف تؤثر حرب غزة على الدول العربية؟.. إعلامي سعودي يوضح

الحروب موسم صيد للجماعات المتطرفة

وحول هذا الموضوع، استعرض الإعلامي السعودي، عبدالرحمن الراشد، في مقالٍ بـ “صحيفة الشرق الأوسط“، الأوضاع المتعلقة بغزة تحت عنوان “أخطار غزة على الدول العربية“، وجاء فيه: “ليست حماس وحدَها في معركة البقاء، ولا إسرائيل فقط التي تقاتل لمسح المهانة واسترداد مكانتها، المنطقةُ كلُّها على فُوَّهةِ بركان يموج لأسباب أخرى، وغزةُ هي زرُّ التفجير”.

وتسائل الإعلامي السعودي: “هل الأنسبُ ركوبُ الموجةِ ومسايرةُ التياراتِ الشعبية، أم تجاهلُها في التعامل مع أزمة غزة؟، مشيرًا إلى أن: “الحروب هي موسم الصيد للجماعات المتطرفة”.

مخاطر الخطاب المتطرف

وقال الراشد إنه مع الحرب الأمريكية التي شنت على تنظيم القاعدة في أفغانستان في 2001، دخلَ التطرف مساجد وبيوت ومدارس دولِ المنطقة.

وتابع: “تكررت على نطاقٍ أوسع، عندما غزت الولايات المتحدة العراقَ في عام 2003.. انهارت قواتُ صدام سريعاً، في 3 أسابيع، واحتلت بغداد بسهولة. لكنَّ المعركةَ تغيَّرت بوصلتُها بعد سنة، فقد نجحَ الخطابُ المتطرفُ في اجتذاب آلافِ الشباب من العربِ للقتال تحتَ راياتِ «القاعدة»، ثم «داعش»، عبرَ سوريا. هؤلاء قلبُوا المعادلة، لتخرجَ القواتُ الأمريكية وتهيمنَ إيرانُ على الساحة”.

كيف تؤثر حرب غزة على الدول العربية؟.. إعلامي سعودي يوضح

كما لفت: “التنظيمات ذات الأفكار المتطرفة، لم تكتف بالعراق، وواصلت زحفَها واستهدفت هجماتها أكثرَ من نصفِ الدولِ العربية ما بين 2003 و2010″.

وواصل في المقال: :”عندمَا فشلت في إحداث التغيير بالسلاح، انفجر ما سُمي الربيع العربي، في 2011، وهي في الواقعِ امتداد للأحداث السابقة، تحت عناوين احتجاجيةٍ مختلفةٍ وقياداتٍ محلية، في البلدان التي كانَ ينشطُ فيها المتطرفون، (تونس ومصر واليمن)، وكذلك سوريا حيث كانت الحاضنَ للجماعات الجهاديةِ في العراق قبل ذلك”.

حرب غزة

أما فيما يخص حرب غزة والمستمرة منذ هجوم حماس في الـ 7 من أكتوبر، فقال الكاتب السعودي إن: “أزمةُ غزة معركةٌ واحدةٌ في حربٍ مستمرة، وتلعبُ اليومَ دورَ الشاحن، كما فعلت أزماتُ أفغانستان والعراق ودول الربيع، تستهدف المنطقة. ويبدو أنَّ قلةً من الدول تسيطر وتحصّن وضعَها الداخلي في إدارتها للمخاطر المستجدة.

حجب الرؤية

وتابع: “المعاركُ في شمال غزة ومآسيها تكاد تحجبُ دخانها عن رؤية ما يتشكّل في المجتمعات العربية. القاسمُ المشتركُ بين الحروب الماضية والحرب الحالية، أنَّ بعضَ المعارضةِ يستخدمُها لمحاصرة الحكوماتِ والقوى الإقليميّة. هذه القوى لا تَملُّ من تَكرارِ المحاولات، وهي تعودُ اليومَ للمرة الأولى منذ فشلِها في العراق وسوريا وليبيا، وخسارتِها مصر”.

الموقف السعودي

وفيما يخص تعامل المملكة العربية السعودية مع أزمة حرب غزة، فأشار: “لكلّ دولةٍ طريقتُها في التعاطي مع الأزمة.. السعودية أخذت خطاً رسمياً واضحاً، مع غزة، وضد الهجومِ الإسرائيلي. قادت نشاطاً دبلوماسياً واستضافتِ القمةَ العربيةَ والإسلامية، وأخرى أفريقية”.

كيف تؤثر حرب غزة على الدول العربية؟.. إعلامي سعودي يوضح

كما أكد: “السعودية فتحت بابَ التبرعات التي تجاوزت نصفَ مليار ريال، الأعلى في المنطقة. إنَّما، من الملاحظ أنَّه لم تعدِ المدارسُ، والمساجدُ، والمحافلُ، والإعلامُ المحلي مرتعاً للمتطرفين يقودون الرأيَ العامَّ، الأمرُ الذي كانَ يحدث في الماضي. لهذا السبب اختفت دعواتُ الجهادِ وتجنيد الشباب”.

المزايدة على أصحاب الخطاب التحريضي

ونوّه: “هناك حكوماتٌ اختارت الطريقَ المعاكس، بالمزايدة على أصحابِ الخطاب التحريضي اعتقاداً أنَّهَا بذلك تفرّغ شحناتِ الغضب، وتتكسَّبُ شعبياً من التيار. وفي رأيي هذه تكرّر الخطأ نفسَه. فالدعواتُ المتطرفةُ تزداد تطرفاً بدرجةٍ تفوق قدرةَ الحكومات على مجاراتِها، تطلبُ قطعَ العلاقات مع الدول الغربية، ومنع الاستيراد، وتتحداها للقتال، وتحثُّ على العنف. ونعرفُ من ماضي الأحداث أنَّها تستدير ضد أنظمةِ بلدانها، بعيداً عن شأنِ غزة. التضامنُ مع أهلِ غزة و«حماس» لا يستوجب إعلاءَ الخطابِ المتطرف، وإطلاقَ العنان للحملاتِ الدعوية، وفتحِ المنابر الدينية والتعليمية والإعلامية له”.

وأضاف عبد الرحمن الراشد: “نلاحظ أنَّ الجماعات التي تدير الإعلامَ الدعائي المتطرفَ أصبحت أكثرَ تنظيماً ومهارة. اليوم هي أسرعُ في الوصول لعدد كبير من الناس أكثرَ ممَّا شهدناه، حتى في فوضى ثوراتِ عام 2011”.

كيف تؤثر حرب غزة على الدول العربية؟.. إعلامي سعودي يوضح

“وفي حرب غزةَ الحالية، يقوم المتطرفون بتسويقِ الرموز والأفكار، أبو عبيدة وبن لادن ونصر الله والسابع من أكتوبر وغيرها. هؤلاء، غزةُ ليست قضيتَهم، غزة لهم مثلما كانت الفلوجة في العراق. ومصيرُ غزةَ سيكون كذلك مثلها، جلبَ الدمار ونسيانها، وتركَ أهلها لمصيرهم”.

“ما يرتكبه الإسرائيليون في غزة، من الهجوم والقتل والتدمير، واضحٌ أنَّه ثأرٌ وبوحشية، يستهدف الأبرياءَ، وسيغذي خطابَ الجماعاتِ المتطرفة، ويعلي صوتَها عند عامةِ الناس. إسرائيلُ لا تبالي بانتشار التطرفِ والمتطرفين، بل كثيراً ما استفادت منه، بتلبيسِه خصومَها الفلسطينيين”.

“هذا بالنسبة لإسرائيلَ، أمَّا المجتمعاتُ العربيةُ المتهاونةُ مع الخطابِ المتطرف، بفتحِها المنابرَ والمدارسَ ووسائلَ الإعلام، ستواجهُ مخاطرَ أعظم. هذه المرة خصومها ممن وُلدوا في العقدين الماضيين، عمر التشكل الفكري. فرادى ضمنَ شبكات واسعة وعابرة للحدود، يملكون أدواتٍ أكثرَ فعالية، وعلى درجة عالية من الإتقان”.