كيف تأثر مشاهد الحرب على حياتنا اليومية، وما مدى تأثيرها على الدماغ؟ 

قال المُدرب الدولي المتخصص في الطاقة والسعادة راني الخضري، لأخبار الآن بأن مشاهد الحرب التي نشاهدها يوميا، تؤثر على حياة كل من يتابعها منذ أكثر من شهر، بل وربما تعدد سببا في خفوت طاقة المتابعين، فهو يقدر أن طاقة المتابعين منذ بداية الحرب كانت بين 90% أو 95%، لكن مع تكرار المشاهد، أصبح كثيرون يعانون من الاكتئاب كردة فعل لما يستمرون في مشاهدته.

وأوضح الخضري في مقابلة مع أخبار الآن أن مشاهدة فظائع الحرب في غزة لحظة بلحظة على التلفاز، قد تجعل العقل الباطن يستوعبها ويصورها على أنها مشاهد متعلقة بالشخص المتابع نفسه، لهذا يستنفر الدماغ وتستنفر الأعضاء كذلك، ويرتفع هرمون الكورتيزون، وذلك لأن المشاهد الحية تجعل المتابعين وكأنهم في نفس موقع الحرب.

وأضاف مدرب السعادة راني الخضري أن ما حدث خلال هذه الفترة الأخيرة دفع الناس للاعتياد على مشاهد الحرب والدمار، وأوضح أن المشاهدين في البداية يكون ليدهم طاقة للتعرف على القصة والتفاعل معاها، فيتحرك الوعي وتتشكل المبادئ، لكن مع مرور الوقت وتكرار المشاهد العنيفة تخفت طاقة المتابعة، بل والاستمرار في المشاهدة قد يسبب أمراضا عصبيّة ونفسيّة، لأن لمشاعر في البداية لا تكون نفسها بعد ذلك، لأننا أصبحنا أقوى وأقسى.

كيف تؤثر الحرب ومشاهدها المأساوية على صحة المتابعين؟

وذكر راني الخضري أنه لا يدعو لإهمال الحرب ومشاهدها فالوعي هو الذي يحرك العالم والأشخاص أصحاب المبادئ، وهو  الذي سيحركنا لنكون أقوياء، وندافع عن أنفسنا وعنهم،  فليس بالضرورة أن ندافع عن الأشخاص ونكون ضعفاء، فالدعاء يساعدنا على  أن نكون أقوياء، والعمل التطوّعي أيضا.

لكنه عاد وأشار إلى أن كثرة التعرض لمشاهد الحرب واعتيادها هو ما يدفع طاقة البشر للخفوت وهو ما يصيب الجسد بالعديد من الأمراض.

وأضاف  المدرب راني الخضري، بأن الاستيقاظ ومتابعة مشاهد الحرب مباشرة، قد يسبب للناس أخطارا عدة، لأن الدماغ قد لا يستوعب بأن هذه مشاهد لا تمس الشخص نفسه، بل قد يستوعبها على أنها حقيقة وليست مشاهد تتم متابعتها على مواقع التواصل الإجتماعي.