بعد الاتفاق الأوروبي التونسي للحد من الهجرة.. تفاقم عدد المهاجرين السريين في إيطاليا

أكدت وزارة الداخلية الإيطالية أن وصول المهاجرين إلى إيطاليا بحرا من تونس بلغ ذروته، حيث تجاوز عددهم 30 ألفا منذ أغسطس/آب الماضي، وهو رقم قياسي مطلق.

ولفت تقرير إلى أن أغلب المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى يغادرون تونس، وواحد فقط من كل سبعة يحمل الجنسية التونسية ومنذ بداية عام 2023 إلى 14 سبتمبر، وصل ما لا يقل عن 85.564 شخصًا إلى السواحل الإيطالية انطلاقًا من الشواطئ التونسية، أي بمعدل حوالي 319 شخصًا وصلوا يوميًا، أي بارتفاع يزيد عن 360 بالمائة مقارنة بـ 18.590 وافدًا في الفترة ذاتها من العام الماضي، حيث تضاعف الرقم الإجمالي البالغ 32,101 من الوافدين عبر الطريق التونسي المسجل في عام 2022 بأكمله ثلاث مرات تقريبًا.

تشهد جزيرة لامبيدوزا الإيطالية منذ أيام توافداً غير مسبوق لمراكب المهاجرين الذين تجاوز عددهم عشرة آلاف مهاجر خلال أيام قليلة، ما دفع السلطات الإيطالية إلى إعلان حالة استنفار وإطلاق صيحات فزع نحو أوروبا لدعمها أمام هذا الوضع الصعب.

ويقول الخبراء أن الأمر بدأ يثير انزعاج رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني التي قامت بمجهودات كبرى من أجل التوصل إلى اتفاق للحد من موجة الهجرة المقبلة من تونس وليبيا، إلا أنها في نهاية الأمر وجدت بلادها عالقة في ذات المشكلة ولم تنجح في الحد من أعداد المهاجرين القادمين من تونس.

بعد بلوغ الهجرة السرية نحو إيطاليا ذروتها.. هل فشل الاتفاق التونسي الإيطالي؟

كما صرحت ميلوني إن “الاتفاقية التونسية الأوروبية كانت تهدف للحد من موجة الهجرة من جهة، ودعم الاقتصاد التونسي من جهة أخرى”.

وأتبعت في فيديو لها، إن “جزءاً من أوروبا يأخذ الاتجاه المعاكس للأسف، وهناك بعض القوى السياسية التي تعتبر أن تونس فيها نظام قمعي لا يمكن الاتفاق معه”.

وأضافت: “إن هذه القوى تعتبر أيضاً أن تونس ليست بلدا آمناً، وعلى هذا الأساس لا يمكن إعادة المهاجرين السريين إليه”، وأكملت حديثها قائلًا: “على الرغم من الاتفاق الموقّع مع الاتحاد الأوروبي الذي يقضي بتسليم تونس 250 مليون يورو، إلا أنه لم يجر تحويلها بعد”.

في الجهة الأخرى من المتوسط، لم تنجح السلطات التونسية في إيقاف نزيف القوارب المتوجهة إلى إيطاليا رغم كل الاتفاقات والعتاد الذي تحصلت عليه تونس لمراقبة حدودها.

وما عقد العلاقات بشكل أكبر هو رفض تونس الأخير لدخول نواب أوروبيين إلى أراضيها، ما اعتُبر أمراً غير مسبوق في علاقات الطرفين، خاصة وأن الطرف التونسي وصف زيارة هذا الوفد بأنه غير مبرر واستفزازي.