السويداء تواصل المطالبة بإسقاط النظام

تدخل الاحتجاجات في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، شهرها الثاني، وسط توسع في دائرة الاحتجاجات، وتأكيد مستمر على ضرورة التغيير السياسي في البلاد، ومؤشرات حول بدء الحراك تنظيم نفسه في منطقة الأرياف.

وصباح اليوم الأحد، تجمع العشرات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء رافعين لافتات ومرددين هتافات تطالب برحيل نظام بشار الأسد وأفرعه الأمنية والحزبية، وتدعو إلى التغيير السياسي في البلاد وفق القرار الأممي 2254.

وشهدت بلدة القريّا، جنوبي السويداء، وقفة مساء أمس السبت تأكيداً على استمرار الحراك الشعبي الداعي إلى التغيير السياسي. كما شهدت بلدة الصورة الصغيرة بالريف الشمالي لمحافظة السويداء، مساء السبت، وقفة احتجاجية، أكد المشاركون فيها استمرارهم في الاحتجاجات.

وتتوسع دائرة الاحتجاجات مع مرور الوقت، حتى باتت تقليداً يومياً يتخلله الكثير من النشاطات التي يقوم بها الأهالي من مختلف الفئات العمرية.

ويدعم “مشايخ العقل” (الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز) هذه الاحتجاجات، إذ أكد الشيخ حمود الحناوي، أثناء استقباله وفداً من قرية “رساس”، وبلدة الكفر أن المواقف من جانب المشايخ إزاء الحراك موحدة.

وقال حناوي: “الموقف موحد عند جميع المرجعيات الدينية والوجهاء. ما حصل في السويداء وحّدنا”. وأوضح أنه يتلقى اتصالات شبه يومية، إقليمية ودولية، للاستفسار عن الأوضاع في المنطقة الجنوبية وسورية بشكل عام.

ودخل الحراك الاحتجاجي المتواصل في محافظة السويداء، جنوبي سورية، دائرة الاهتمام الأمريكي، وهو ما يعد تطوراً في سيرورة هذا الحراك الذي أفشل مراهنة نظام بشار الأسد على الوقت لانحساره، إذ لم يتراجع زخمه الشعبي مع اقتراب دخوله شهره الثاني، وهو ما أكده خروج الأهالي في تظاهرة يوم الجمعة، هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات.

وأجرى النائب الأمريكي الجمهوري فرينش هيل، أول من أمس، اتصالاً مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، دام أكثر من نصف ساعة وفق مصادر مقربة من الهجري، الذي لعب موقفه المؤيد والمساند للحراك الثوري في السويداء دوراً محورياً في استمرار هذا الحراك واكتسابه زخماً شعبياً غير مسبوق.

احتجاجات السويداء تتوسع مع دخولها شهرها الثاني

ويُنظر إلى الشيخ حكمت الهجري على أنه الداعم الأكبر لهذا الحراك الثوري السلمي الذي تبنى شعارات الثورة السورية، وهو ما دفع النظام إلى محاولة تشويه هذا الحراك لتطويقه، إلا أن المحتجين أكدوا منذ اليوم الأول تمسكهم بوحدة سورية ورفضهم أي محاولات تقسيم تحت عناوين مختلفة.

ويتجنّب النظام حتى اليوم أي مواجهة مباشرة مع جموع المحتجين في السويداء، مراهناً على الوقت في تراجع مدّ الحراك ضده في هذه المحافظة محدودة الموارد. ويتوقع مراقبون أن يدفع الاتصال الذي أجراه هيل مع الشيخ الهجري النظام للتراجع عن أي مخطط لإشاعة الفوضى في محافظة السويداء.