ماذا يحدث في دير الزور؟

 

دعت قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري المدنيين إلى مغادرة آخر بلدة يتمركز فيها مقاتلون محليون في دير الزور بعد أسبوع من اشتباكات بينها وبين مقاتلين محليين عرب في المنطقة.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي إن هذه القوات تسعى الى “حسم” الوضع في ذبيان، آخر بلدة يتمركز فيها المقاتلون المحليون، بعد أن مشّطت نهاية الأسبوع الماضي معظم القرى التي شهدت اشتباكات.

وأضاف شامي “وجّهنا نداء لخروج المدنيين” من ذبيان، مضيفاً أن هناك توجها نحو “الحسم وإنهاء التوتر”.

دير الزور.. ساحة حرب بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية

بلدة ذيبان

تشهد بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي اشتباكات عنيفة في محيطها وحركة نزوح لبعض المدنيين على متن قوارب صغيرة باتجاه ضفاف الفرات الغربية، في حين تحاول قوات سوريا الديمقراطية التقدم باتجاهها، وسط توقف المفاوضات من أجل التهدئة، كما عادت الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليها في ريف دير الزور الغربي.

وفي الوقت الذي بدأت مظاهر الحياة تعود لطبيعتها في مناطق ريف دير الزور الغربي، فإن معاناة المواطنين تستمر في المناطق التي تشهد تصعيداً عسكرياً واشتباكات مسلحة، حيث بات المواطنون يفتقدون لمقومات الحياة وصعوبة بالغة في الحصول عليها مثل المواد الأساسية والخبز والأدوية، في ظل حظر للتجول وإغلاق الأسواق والمؤسسات الخدمية.

وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قوات سوريا الديمقراطية بتأمين الاحتياجات اليومية لسكان المناطق، ومراعاة الجانب الإنساني، مع استمرار الاشتباكات لليوم التاسع على التوالي.

وبلغ عدد القتلى منذ بداية الاشتباكات في يوم الأحد 27 آب، إلى 71، هم:

9 مدنيين بينهم 5 أطفال وسيدتان، و39 من المسلحين المحليين.

و23 عناصر من “قسد” بينهم 5 من أبناء إدلب بقوات الشمال الديمقراطي.

كما أصيب ما لا يقل عن 99 شخصا.

دير الزور.. ساحة حرب بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية

اجتماع مع التحالف الدولي

نوّه المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية أن الاجتماع الذي عقد في شمال وشرق سوريا مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ايثان غولدريتش، وقائد عملية العزم الصلب اللواء جويل فويل، في شمال شرقي سوريا كان إيجابيا.

وأضاف البيان أن الاجتماع عقد لمناقشة أوضاع دير الزور والتدخلات الخارجية فيها.

مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية وعشائر المنطقة تقف في صفٍ واحد ومتفقين مسبقاً خلال اجتماعات ماضية على ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار.

وحضر الاجتماع قيادة عمليات ووجهاء المنطقة الذين كان لهم الدور الإيجابي في التكاتف ودعم عمليات البناء خلال الفترة الماضية.

دير الزور والوجود الإيراني

محافظة دير الزور الحدودية مع العراق ويقطعها نهر الفرات، وهي ذات غالبية عظمى عربية وتوجد فيها عشرات العشائر العربية، وتتقاسم السيطرة عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على الضفة الشرقية للفرات، وقوات النظام التي تساندها فصائل موالية لإيران على الضفة الغربية.

وشدّدت قوات سوريا الديمقراطية التي خاضت مع مقاتلين عرب في صفوفها، معركة طويلة ودامية ضد داعش، على أن لا خلاف مع العشائر العربية. ودعت سكان دير الزور “الى ألا ينجروا وراء هكذا فتن”، مؤكدة أنها على “تواصل دائم” مع العشائر.

وتعتبر المليشيات التابعة لإيران هي أبرز المليشيات الموجودة في المحافظة حيث تلعب دورا مهما في تثبيت أقدام الأسد وزيادة النفوذ الإيراني على الأرض، وتنقسم تلك المليشيات التي تتركز في دور الزور كالتالي:

أولاً: الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي تعمل كمركز إداري وعسكري ومالي للميليشيات المدعومة من قبل إيران في محافظة دير الزور ويتركز ثقلها في مدينة الميادين شرق دير الزور، حيث ينتشر نحو 3000 عنصرا من “الحرس الثوري” في المدينة. ويقع أكبر مقر لمليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في المنطقة الشرقية قرب مشفى الأسد جنوب مدينة دير الزور، ويضم أكثر من 400 عنصرا جميعهم من السوريين من مختلف المحافظات السورية.

ثانيا: الميليشيات الأفغانية المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني، وتتمركز في دير الزور، حيث تتواجد كلٌ من ميليشيا فاطميون وزينبيون في المربع الأمني الأفغاني قرب مركز الانطلاق بمدينة البوكمال ،ويشرف عليهم عدد من القادة أبرزهم “الحاج ذو الفقار” ويبلغ تعداد هذه الميليشيا نحو 4500 عنصر.

ثالثا: مليشيا “حرس القرى” والتي تتبع للحرس الثوري الإيراني بقيادة “الحاج حسين”، ويبلغ تعداد عناصرها نحو 1500 عنصراً في المنطقة الممتدة من بلدة البوليل وحتى مدينة صبيخان بريف دير الزور الشرقي، ومهمتها الرئيسية هي التواجد على الشريط النهري في المنطقة المقابلة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

رابعا: مليشيات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا موالية للأسد تشكلت تحت قيادة النظام السوري وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وجيش العشائر، وهي ميليشيا تابعة للنظام وترتبط بإيران، وتعمل على تعزيز مواقعها في صحراء دير الزور.