نحو 3000 فلسطيني غادروا مخيم جنين إثر العملية الإسرائيلية

قتل الجيش الإسرائيلي الإثنين عشرة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، تسعة منهم في مخيم جنين حيث ينفذ عملية هي الأوسع منذ نحو 20 عاما وتخلّلها قصف جوي بطائرات مسيّرة.

وأخلى الهلال الأحمر الفلسطيني أكثر من 500 عائلة من داخل مخيم جنين جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة، ونقل طواقم الجمعية لوازم إغاثية عاجلة إلى جنين لمساعدة المدنيين، وفق مراسلة “الحرة”.

وكان الجيش الإسرائيلي نفى وقوع عمليات “تهجير” لسكان مخيم جنين.

وتشنّ إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الإثنين بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين وتخلّلها قصف بالطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات.

وبيّنت هويات القتلى التسعة في مخيّم جنين أنّ ثلاثة منهم لا تتعدّى أعمارهم 17 عاماً، والبقية ما بين 18 و23 عاماً، من ضمنهم قتيل في مدينة البيرة أصيب خلال تظاهرة تضامناً مع جنين.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان “قواتنا دخلت عش الارهابيين في جنين… وهي تدمر مراكز القيادة وتصادر كمية كبيرة من الأسلحة”.

وعاد عاد نتنياهو ليؤكد استمرا ر العملية خلال كلمته في حدث أقامته السفارة الأمريكية عن العملية في جنين وقال  “إن عملية بيت وحديقة في جنين مستمرة، حتى تحقق الهدف المطلوب”.

وأضاف “نحن نحدد الآن معادلة جديدة أمام الأرهاب-كل الوقت. المبدأ الأساسي الذي يقودنا بسيط: كل من يقتل إسرائيليين، كل من يخطط لقتلنا- مكانه إما في القبر أو في السجن، وكل من يستهدفنا، كل من يرسل الإرهاب ضدنا دمه مهدور”، بحسب قناة”أي نيوز 24” الإخبارية الإسرائيلية.

بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إنّ القوات الإسرائيلية تضرب “بقوة  كبيرة” منطقة جنين.

في الأثناء، صرّح نائب محافظ جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس أن “حوالى 3000 شخص غادروا المخيم حتى الآن”، مضيفا أنه يجري اتخاذ الترتيبات لإيوائهم في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين.

وصارت مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها والذي يقيم فيه نحو 18 ألف فلسطيني مسرحًا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيليّة التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات يشنها مستوطنون على فلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل ثمانية أشخاص في جنين إضافة إلى شخص في البيرة، وإصابة 100 آخرين بينهم 20 في حالة خطيرة.

نزوح جماعي من جنين ونتنياهو يؤكد استمرار العملية العسكرية

تصاعد الدخان خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية. رويترز

وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة فرانس برس إنّ الهجوم الإسرائيلي يتمّ من الجو والبرّ.

وأضاف “قُصفت منازل ومواقع عدّة… الدخان يتصاعد من كلّ مكان”.

ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، فيما تهرع سيارات الاسعاف لنقل الجرحى الى المستشفيات، وفق ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.

وقال إن الجيش الاسرائيلي اقتحم مخيم جنين وما زالت الاشتباكات المسلحة جارية، ويُسمع صوت الانفجارات في المخيم، كما انتشر الجيش في شوارع مدينة جنين وفي محيطها.

نزوح جماعي من جنين ونتنياهو يؤكد استمرار العملية العسكرية

لا وقت محدد لإنهاء العملية

وبدأ الجيش الإسرائيلي منذ فجر الإثنين بقصف أهداف في مخيم جنين.

وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحافيين “نعمل ضدّ أهداف محددة”، معتبرا أن “الضربات الجوية في قلب المخيّم فاجأت” المسلحين الفلسطينيين.

وأضاف الناطق العسكري “نحن نركز على البنية التحتية داخل المخيم. (العملية) يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أيامًا. بمجرد أن نحقق ما نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك”.

وذكر الجيش في وقت سابق أنّ قوّاته قصفت “مركز عمليّات مشتركة” يشكّل مركز قيادة “كتيبة جنين” التي كان شبّان من انتماءات مختلفة أعلنوا تشكيلها في 2021 بهدف “مقاومة الاحتلال”.

وقال إنّ العمليّة استهدفت موقعًا “للمراقبة والاستطلاع”، فضلًا عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ لمَن زعم أنّهم مُسلّحون نفّذوا هجمات على أهداف إسرائيليّة خلال الأشهر الأخيرة.

وذكر بيان للجيش أن “جندياً أصيب بجروح طفيفة بشظايا قنبلة يدوية للجيش الإسرائيلي خلال عملية جنين وتم نقله إلى المستشفى”.