سيدة مصرية تُعد وجبات صديقة للبيئة بمنزلها

قريبًا سوف يكون بوسع الراغبين في مصر تناول وجبة لذيذة بعيدًا عن صخب شوارع القاهرة الكبرى ركوب قارب يقلهم إلى جزيرة القرصاية بنهر النيل حيث “مطبخ شوكة ومجداف المجتمعي الصديق للبيئة” بمؤسسة فيري نايل، وتتولى إعداد الوجبات ربة المنزل المصرية رشا محمود (أم ندى).

وتأسس مشروع المطبخ، الذي يجري إنشاؤه الآن ومن المقرر تشغيله بشكل كامل في أغسطس آب القادم، بدافع من أم ندى لتسويق طعامها وفكرتها لتقديم وجبات معدة في منزلها لموظفي مؤسسة فيري نايل الذين يعملون في الجزيرة وكانوا يواجهون مصاعب في وصول طعام ملائم لهم بمكان عملهم.

وفيري نايل هي مبادرة صديقة للبيئة تهدف إلى ابتكار وسائل مستدامة لتنظيف نهر النيل وإعادة تدوير النفايات.

"شوكة ومجداف".. مطبخ صديق للبيئة في مصر

بدايتها كطاهية

وعن بداياتها في العمل كطاهية قالت رشا محمود (أم ندى)، المسؤولة في مطعم شوكة ومجداف المجتمعي بجزيرة القرصاية، لتلفزيون رويترز: “في البداية عملت في مطبخ آخر لنحو 6 أشهر، لكنني أرهقت ولم أعد استطيع المواصلة”.

وأضافت: “ما أرهقتي هو الخروج من المنزل لوقتٍ طويل، خاصة وأن أولادي بحاجة إلي وزوجي والمنزل أيضًا، لذلك فكرت في عمل وجبات من منزلي وأقوم بعرضها على الناس”.

ولفتت أم ندى إلى أنها عملت في قناة على يوتيوب، وقامت بنشر مقاطع فيديوهات، قبل أن تغلقها بعدما بدأت في العمل بمؤسسة فيري نايل.

وتساهم أم ندى، وهي أم لخمس فتيات وزوجة لطاه يعمل في مطعم بالقاهرة، في تطوير جزيرة القرصاية بتوفيرها فرص عمل لنساء أخريات يتقاضين أجورهن بالساعة.

ومن مطبخها الصغير في منزلها، تحمل أم ندى برفقة أخريات يساعدنها صواني الطعام على رؤوسهن ويمشين نحو 800 متر لتلبية وجبات الطعام للأحداث التي تستضيفها فيري نايل في مقرها بجزيرة القرصاية.

"شوكة ومجداف".. مطبخ صديق للبيئة في مصر

الطعام لابد أن يكون نظيفًا

من ناحيتها، قالت المسؤولة عن التنمية المجتمعية في مؤسسة فيري نايل، سلمى اللقاني: “كنا نتناول أطعمة أخرى أثناء تواجدنا في الجزيرة، وبالتالي إيصال الطعام إلينا كانت عملية صعبة، حتى قررنا أن نوظف ناس معنا، حتى جاءت أم ندى التي أكدت أنها تقوم بطهي طعام ذو مذاق حلو”، وأشارت: “قمنا باختبارها أولًا بطهي الطعام لموظفي المؤسسة وبعدما أعجبنا بطعامها قمنا بوضع خطة عمل معها”.

وعن الأشياء التي تثير إعجاب الناس بطعامها قالت أم ندى “أهم شيء في الطعام أن يعجب الناس وأن يكون نظيفًا، فهذا أهم شيء”.

ويقطن جزيرة القرصاية زهاء 1500 نسمة بين صيادين ومزارعين يعيشون فيها منذ عقود. وتعتبر بيئة ريفية تعاني من نقص البنية التحتية والخدمات رغم وجودها في الجيزة بالقاهرة الكبرى.