بسبب تّعرض أصحاب متلازمة داون للتنمر.. أمهات أردنيات تؤسسن فرقة دبكة لإدماجهم بالمجتمع

بهدف إدماج المصابين بـ “متلازمة داون” مع المُجتمع في الأردن، ومساعداتهم على مواجهة التنمر الذي يتعرضون له، أسسّت مجموعة من الأمهات ممن لديهم أبناء من ذوي الهمم، فرقة “دبكة الفرسان لمتلازمة داون“، كي يمنحن أبنائهن فرصة للالتقاء والتدريب والأداء في الأماكن العامة في محاولة لتحسين ثقتهم بأنفسهم.

وبشكلٍ أسبوعي وتحديدًا يوم السبت، يجتمع هؤلاء الشباب ليرقصوا الدبكة بسعادة غامرة يلمسها كل من يشاهدهم.

عن طريق رقص الدبكة.. فرقة فنية تغير حياة مصابي متلازمة داون في الأردن

ما الذي تتيحه الفرقة؟

تتيح فرقة “دبكة الفرسان لمتلازمة داون”، لهؤلاء الشبان والصبية فرصة للتفاعل مع شباب وأطفال آخرين وتكوين صداقات تنسيهم نسبيًا ما يتعرضون له من تنمر في المدارس وتمييز داخل المجتمع الأكبر.

وفي هذا السياق، قالت رنا قطام، وهي أُم لشاب مصاب بمتلازمة داون وعضو بالفرقة: “هون عندي ليث نفسيته بترتاح، بحب هذا المكان، يعني هذا المكان بخليه مثلا يومين تلاتة بجهز حاله إنه بده يروح يدبك، بدي أروح عند أم هاشم (مدربة الفرقة)، بدي أشوف صلاح، هاشم، عبد الله، بيكون مبسوط نفسيا. يعني من دخل فرقة الدبكة حسيت حياته تغيرت، نفسيته تغيرت، صار عنده نشاط، حياته الكاملة تغيرت”.

تأسيس دبكة الفرسان

وتأسست فرقة “دبكة الفرسان”، المكونة من 19 عضوًا، قبل 3 سنوات وشاركت في نحو 20 حفلًا، من بينها مناسبات عامة وحفلات زفاف.

وإلى ذلك، قالت لولو أبو الرب، وهي والدة صبي مصاب بمتلازمة داون ومدربة في فرقة الدبكة، إن: “الفرقة ساهمت في تعزيز ثقة هؤلاء الأبناء بأنفسهم ومحو حاجز الخوف لديهم من الأداء في الأماكن العامة”.

وأضافت: “الهدف من إنشاء الفرقة إنهم أبناءنا أول شيء عم بيتعرضوا لمرض كتير، بيتعرضوا لمرض وعلاجات، وضغوطات نفسية، سواء من المحيط، سواء من هون، فأنا صممت وقررت إني أنا أطلعهم من هادي الضغوطات النفسية بناء على تجربتي مع ابني، إيش بحب وإيش ما بحب. أبناءنا أصحاب كيف، أبناءنا بحبوا الطرب، أبناءنا أهم شي إنا نولي كل الأهمية لهم. الدبكة تعطيهم ثقة بالنفس، بتعطيهم كسر حاجز الخوف”.

من جانبه، قال محمد كفوين، عضو الفرقة، “أنا أحب الدبكة كثير وأنا أحب الدبكة أنا عشان فيه شباب كتير وأم هاشم فنانة كتير قد البحر”.

عن طريق رقص الدبكة.. فرقة فنية تغير حياة مصابي متلازمة داون في الأردن

وفيما يتعلق بوجود مراكز لرعاية مرضى متلازمة داون بالأردن قالت أُم صلاح، وهي والدة صبي مصاب بمتلازمة داون، “فيه مراكز، مش ما فيه مراكز، بس أنت إذا بدك مركز كويس وتحط ابنك وتآمن بدك تدفع عيه، بدك تدفع، ولادنا فوق الخمسمئة دينار (704 دولار) (بالشهر) بيكلفوا، ما تفكر إنه هيك”.

وأشارت: “الدمج الحكومي اللي بيحكوا عنه، فيه دمج حكومي، بس أنت قبل ما تدمج أول شي وعي الناس أو وعي الأولاد نفسهم، لما توعي الناس اللي ما عندهم أولاد ذوي إعاقة بيوعوا أولادهم، لما بيوعوا أولادهم بيصيروا ممكن يتقبلوهم، بس صعب، التنمر اللي في المدارس مش طبيعي على ولادنا”.